الجولان – هلال عون:
في الطريق إلى الجولان المحرر .. ضمن فعالية “الجولان مخرز في عيون الطامعين.. الصمود ثقافة وعقيدة ” التي أقامتها جامعة الأمة العربية لزيارة محافظة القنيطرة والجولان المحرر والشريط الحدودي برفقة أمينها العام الدكتورة هالة الأسعد وعدد من الكتّاب والإعلاميين والسياسيين وأعضاء مجلس الشعب.
في الطريق إلى القنيطرة والجولان ، ترى الحجارة البركانية السوداء، وأشجار الزيتون والدراق والتين والعنب والتفاح والزيتون.
رغبة شديدة في البكاء تملّكتني وأنا أدخل أرض القنيطرة وقرى الجولان المحرر ..
كنت أشمّ رائحة دماء أهلي وأقربائي طازجة ، تلك الدماء التي نزفت على كل شبر من تلك الأرض لحمايتها من المحتل الإسرائيلي.
كنت أستشعر فرحة أرواح الشهداء بزيارتنا ، وأكاد أسمع تأهيلهم بنا وتوصيتهم لنا بالحفاظ على سورية موحدة ، عزيزة ومنيعة ، وعدم تضييع تضحياتهم، وعدم تضييع البوصلة.
في الطريق إلى الجولان مررنا بـ “طرنجة” و”نبع الفوار” .
مررنا بقرية “حضر” ، قرية الـ 160 شهيدا ، القرية التي سطرت أروع البطولات ، وأصبحت أيقونة في نضال أهل الجولان ، وفي النضال العالمي ضد الاحتلال.
كان أمامنا مرصد جبل الشيخ الذي يدفع من يمر من أمامه إلى استعادة ذكريات حرب تشرين وبطولات أهلنا وأقربائنا التي قرأنا عنها في كتبنا المدرسية ..
في قرية “مجدل شمس” وعلى بعد أمتار عن الشريط الحدودي يقع منزل الدكتور سمير ابو صالح ، الذي دعانا إليه ، وفاجأنا بصواني التين والعنب والتفاح الجولاني.
أطيب تين تذوقته في حياني ، هو تين الجولان .
في طريق العودة توقفنا في عرين البطولة (قرية جباتا الخشب) حيث مرقد أميرها الشهيد البطل أحمد مريود الذي زرع فيها البطولة والنقاء والانتماء ..
هناك ، في جباتا الخشب وجدنا بين أهلها المحبة والاستقبال الرائع والمتميز ، والضيافة والكرم اليعربي الشديد .. الذي يؤكد أن كبوة الحصان تمر ولا تستمر.
وقد ألقى أستاذ مدرسة من أهل المنطقة ، هو حسن حسن كلمة مؤثرة ، تحدث فيها عن تضحيات السوريين دفاعا عن سورية ضد المحتلين .
ثم ألقى الزميل الإعلامي والكاتب داوود أبو شقرة كلمة تحدث فيها عن بطولات أهل المنطقة ضد الغزاة عبر العصور.
في طريق العودة أيضا توقفنا لدقائق قليلة بمنطقة “خان ارنبة” ، (أكبر مناطق القنيطرة المحررة) ، وبعدها بمدينة البعث مركز مدينة القنيطرة ، وهي المعروفة بأنها من أفضل المدن لناحية الخدمات.
وفي “دار الجولان للثقافة والفنون” ألقى محافظ القنيطرة المهندس “معتز أبو النصر جمران” كلمة رحب فيها بالضيوف ، ثم تحدث د.سمير ابو صالح عن منطقة الجولان وقراها، وأهلها وعن جيشنا الباسل الذي سيحرر الجولان بإذن الله بعقيدته التي حمت سورية.
بعد ذلك استعاد الدكتور حسن حسن ذكريات حرب تشرين ، وتحرير مرصد جبل الشيخ .
وتحدث الدكتور خالد المطرود بكلام وجداني عن وحدة سورية ونقاء أهلها، بعيدا عن المتآمرين والعملاء .. سورية التي قدستها أقدام الأنبياء و حمتها دماء الشهداء ، لا تكون الا رواية للبطولة والكرامة ، تلفظ كل الصغار والعملاء ومغسولي الأدمغة.