الثورة – ترجمة رشا غانم:
يتوقع أن تؤدي زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المخطط لها إلى فيتنام في العاشر من أيلول الجاري لحضور قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وفقاً للتقارير، إلى ترقية العلاقات بين هانوي وواشنطن إلى شراكة استراتيجية شاملة بعد عشرة أعوام من الشراكة الشاملة.
لا حرج ولا ضير في أن يقوم البلدان بترقية علاقاتهما الثنائية، لكن حقيقة أن بايدن قرر تخطي اجتماع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا في جاكرتا ما بين الخامس إلى السابع من أيلول الجاري للتركيز على زيارته لفيتنام تثير مخاوف بشأن الدور الذي تريد واشنطن أن تلعبه هانوي في استراتيجيتها الجيو سياسية الشاملة.
يذكر أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين أمريكا وفيتنام قد نشأت في عام 2008، لكن لدى البلدين نزاعات إقليمية في بحر الصين الجنوبي، وبالنظر إلى أن واشنطن كانت تحاول استغلال الخلافات الإقليمية بين الصين والفلبين لصالحها، فيمكنها استخدام قواعد اللعبة نفسها لزيادة تعقيد النزاع بين فيتنام والصين، فبعد كل شيء، استغلال الخلافات بين الدول الأخرى هي طريقة واشنطن المميزة للحصول على الفوائد والمصالح الاستراتيجية.
إنه لأمر طبيعي أن تطور الولايات المتحدة علاقاتها الثنائية مع الدول الأخرى، بما في ذلك فيتنام، ولكن تطوير العلاقات بين دولة ذات نية سيئة لإثارة فتيل الخلافات بين دولة وأخرى ما هو إلا تهديد للسلام والاستقرار الإقليميين، وفيما يتعلق بالنزاعات الإقليمية بين الصين والدول المجاورة لها، كررت الصين مراراً وتكراراً أنه يجب تسوية تلك النزاعات من خلال المحادثات، كما تعهدت الصين بمواصلة المحادثات بشأن مدونة قواعد السلوك لبحر الصين الجنوبي، والتي يمكن أن تساعد في حل النزاعات.
وبدورها، تعرف فيتنام مدى أهمية علاقاتها مع الصين، والدور الذي تلعبه العلاقات الصينية الفيتنامية في تنميتها، فبالطبع، يجب أن يتم توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الولايات المتحدة، لكن لا ينبغي أن نسمح للولايات المتحدة بتسميم العلاقات الصينية الفيتنامية، فعندما يتعلق الأمر بالتعاون الاقتصادي والتجاري، لا ينبغي إجبار أي دولة على الانحياز إلى جانب الولايات المتحدة أو الصين، و إذا وجدت بعض الدول صعوبة في موازنة علاقاتها مع أكبر وثاني أكبر اقتصادات العالم، فذلك لأن واشنطن تمارس ضغوطاً عليها لتصبح بيادق في لعبتها الجيوسياسية ضد الصين.
ومع تزايد عدد الدول، بما في ذلك دول جنوب شرق آسيا، التي أصبحت حذرة من نوايا واشنطن الاستراتيجية، سيكون من الصعب جداً أو حتى من المستحيل على الولايات المتحدة إجبار الدول الأعضاء في الآسيان على الانحياز إلى جانب لعبتها الجيوسياسية ضد الصين.
فلقد حان الوقت لأن تدرك واشنطن أنها لم تعد قادرة على خداع البلدان وأن تقوم بتطوير علاقات طبيعية مع دول جنوب شرق آسيا دون تعطيل السلام والاستقرار الإقليميين.
المصدر – تشاينا ديلي