الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
قمة مجموعة العشرين G20، هي منتدى للاقتصادات الكبرى في العالم، تحمل أهمية هائلة، وباعتبارها الدولة المضيفة، تم تكليف الهند بوضع جدول الأعمال وتسهيل المناقشات بين الدول الأعضاء حول القضايا العالمية الحاسمة، بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي والتجارة وتغير المناخ وغيرها.
من المقرر أن تستضيف الهند قمة مجموعة العشرين في دلهي في الفترة من 9 إلى 10 أيلول الجاري، مما يمثل مناسبة تاريخية للبلاد. ومع ذلك، وفي ظل التوترات العالمية الحالية، فقد قررت روسيا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيمثل بلاده في القمة. وعلى الرغم من غياب الرئيس الروسي، فإن أعضاء مجموعة العشرين والمنظمات والمؤسسات الأجنبية يستعدون للمشاركة النشطة فيما يعد بأنه حدث مهم على الساحة العالمية.
وتضم مجموعة العشرين أغنى 19 دولة في العالم والاتحاد الأوروبي، وتتولى الهند حالياً رئاستها حيث يتم التناوب بين أعضائها على أساس سنوي. توفر هذه الرئاسة منصة حاسمة للمناقشات المتعمقة حول القضايا العالمية الملحة التي تؤثر على التنمية الاقتصادية. وهو بمثابة منتدى لتصميم استراتيجيات شاملة للمستقبل على الساحة العالمية، مع التأكيد على أهمية الحلول التعاونية.
وتتضمن القمة أيضاً مناقشات جماعية تغطي مجالات اقتصادية عالمية متنوعة مثل الرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم وتحولات الطاقة والاقتصاد الرقمي والسياحة. وبالإضافة إلى الدول الأعضاء الأساسية في مجموعة العشرين، والتي تتمتع بشكل جماعي بنفوذ كبير من حيث الناتج المحلي الإجمالي العالمي والتجارة والسكان، وسترحب القمة بتسعة دول أخرى مدعوة وبمشاركة مندوبين من مختلف المنظمات الدولية.
وتدعو الهند بنشاط إلى حصول الاتحاد الأفريقي على العضوية الكاملة في مجموعة العشرين، وهو الاقتراح الذي حظي بدعم معظم الدول الأعضاء. وفي الوقت الحاضر، تعد جنوب أفريقيا الممثل الوحيد لمجموعة العشرين من القارة الأفريقية. كما إن رئاسة الهند لمجموعة العشرين ترتكز على شعار يلخص فكرة مفادها أن ” العالم أسرة واحدة “.
ويؤكد هذا الموضوع التزام الهند بتعزيز التعاون والوحدة الدوليين، وقد وصف وزير الشؤون الخارجية الهندي، الدكتور إس جايشانكار، رئاسة مجموعة العشرين بأنها احتفال وطني، يمتد حتى تشرين الثاني 2023 عندما تتولى البرازيل رئاستها من الهند، مما يوفر استمرارية ومنصة للأهداف العالمية المشتركة. وقد تولت الهند رئاسة مجموعة العشرين في كانون الأول 2022 من خلال ترتيب التناوب، خلفاً لإندونيسيا.
في الفترة التي سبقت القمة، اعترفت الهند بمكانتها البارزة في قطاع الفضاء ودورها كممثل للجنوب العالمي، واستضافت ما يقرب من 200 اجتماع في 50 مدينة، مما قدم عرضاً حيوياً لثقافتها وتراثها الغنيين للعالم الدولي.
وتهدف مشاركة الهند النشطة في مجموعة العشرين إلى تسهيل تبادل المعرفة والتعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والحوكمة الإلكترونية والابتكار التكنولوجي الرقمي لتحقيق المنفعة الجماعية للمجتمع العالمي.
وقد قررت روسيا عدم حضور الرئيس فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين، وأعربت الهند، عن تفهمها للقرار الروسي وشكرت الرئيس بوتين على دعم مبادرات الهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين. وقد أكد البيان الروسي على التعاون الوثيق بين روسيا والهند خلال رئاسة روسيا المقبلة لمجموعة البريكس، والتي تبدأ في الأول من كانون الثاني من العام التالي.
ويُنظر إلى إدراج الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين على أنه خطوة مهمة، يدعمها قادة عالميون مثل الرئيس جو بايدن والدول الأوروبية والصين والهند وروسيا. إن أهمية هذا القرار بالنسبة للاتحاد الأفريقي وإفريقيا يسلط الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه أفريقيا في النظام الاقتصادي العالمي. ويذكر أيضاً الحاجة إلى إصلاحات في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين لاستيعاب التمثيل الأفريقي ومعالجة التحديات العالمية بشكل أكثر فعالية.
أحد القضايا الرئيسة في القمة هو التعاون المحتمل بين مجموعة العشرين والاتحاد الأفريقي لمعالجة عدم المساواة في النظام العالمي الحالي القائم على القواعد، والذي يفيد الشمال الصناعي في المقام الأول. كما يجب التأكيد على إتباع نهج عملي للنظر في التغيرات الجيوسياسية التي لا رجعة فيها، وخاصة في المنظمات المالية والاقتصادية الدولية، من أجل إنشاء نظام حكم عالمي أكثر إنصافاً.
المصدر – أوراسيا ريفيو