لم نكن نعتقد يوماً بأن المعركة سوف تتوقف بين قوى الخير والحق من جانب ،وبين قوى البغي والعدوان والظلم من جانب آخر ، فمنذ بدء العدوان الإرهابي المعولم على سورية دخلت البلاد حالة حرب معقدة ، يتداخل فيها العامل الأمني مع العسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفي والإعلامي بصورة لم يسبق رصدها في تاريخ الحروب أو المواجهات العسكرية على امتداد التاريخ في أي منطقة من العالم .
وها نحن بعد ثلاثة عشر عاماً من المواجهة في الحرب المفتوحة مع الإرهاب المعولم ما زلنا نواجه جديد المخططات العدوانية وافتراءات الروايات الكاذبة واستعادة الأساليب القديمة في محاولات يائسة لإشعال فتن اجتماعية بهدف إنهاك البلد وتخريب مقدراتها وهدر ثرواتها ومنعها من التقدم، والاستمرار في ضخ مزيد الأكاذيب في وسائل الاتصال والإعلام للتأثير في بنية المجتمع وأفكار أبنائه، الأمر الذي يبقي المعركة مفتوحة على احتمالات سلبية لم توقفها الانتصارات العسكرية ، ولم توقفها المباحثات والمفاوضات والمؤتمرات الدولية المتعددة التي طرحت حلولاً أو سعت إليها ، ليجد العالم كله أن العدوان لم يتوقف وأن المخططات ما زالت حاضرة في أقبية الاستخبارات الأميركية والصهيونية يتم التوسع بها بطرائق وأساليب شيطانية ، فبعد توظيف قوات قسد في محاولة تمزيق البلاد بدأت مرحلة محاولة توظيف بعض أبناء العشائر العربية في الجزيرة السورية في مسعى تخريبي لمشروع المقاومة الشعبية التي بدأتها عشائر عربية أصيلة في استهداف قواعد الأميركيين وعملائهم ، ليبدأ الاقتتال الداخلي والاختلاف بين أبناء العشيرة الواحدة عملاً بسياسة التفريق المعتمدة على التمويل المالي الخبيث .
وفي ظلّ حالة الحصار الاقتصادي الخارجي تنشط سياسات العدوان هذه لمحاولة تحقيق الهدف الذي لم يتحقق على مدى السنوات الماضية كلها، وهو لن يتحقق أبداً.