الثورة – ثورة زينية:
كانت الساعة الخامسة والنصف من مساء السبت عندما رأيت آخر خبر أرسلته إليك وبعدها تراكمت الأخبار التي أرسلت ولم ترها، لم أشك للحظة أن يديك اللتين تعملان منذ الصباح على أزرار الكمبيوتر في مكتبك قد أصابهما برد النهاية واستسلم قلبك لمشيئة الأقدار.
كان اتصالك شبه يومي بي في فترة مرضي ومساندتك لي أكبر مواساة لصحفي لم يعتد الجلوس طويلاً على فراش المرض بعد أن لجم كسر قدمه عن الوقوف لأيام طويلة ، لا أدري حقاً كيف سأواجه حزني العميق بفقدك عندما ألج الطابق السادس في صحيفة الثورة ولا أراك تمشطه جيئة وذهاباً، حتى رنة الهاتف الداخلي في مكتبي التي كانت تضج يومياً باتصالاتك الكثيرة لتسيير أمور العمل لا أعلم حقاً كيف سأتوازن عندما أسمعها.
تركت فراغاً كبيراً في مسامات قلوبنا لا نعرف كيف سنسده برحيلك، لم تكن بالنسبة لي مديري المباشر بالعمل فقط ، كنت أخاً وصديقاً في المهنة وسنداً عندما كانت ظروف العمل والحياة تحاصرني، ولكن أشد ما يؤلمني أن اليوم التالي لرحيلك كان موعداً لزيارتك أنت وزملائي في منزلي بعد انقطاعي عن الدوام ، كنت أنتظركم بفارغ الصبر لأنني لم أنقطع منذ تعييني في صحيفة الثورة عام 2004 كل هذا الوقت عن زملائي وأحتاج حقاً لأن أراكم لتعيدوا لي بعضاً مما فقدته من الحماسة، لكن الموعد ألغي لأنك رحلت بلا عودة لتترك في صدري غصة كبيرة.
هزاع عساف بشهادة الجميع لم يكن زميلاً فحسب بل كان دائماً يحاول استيعاب الجميع إلى أقصى حد ومراعاة ظروف الزملاء وخلق الأعذار في بعض الأحيان لتقصيرهم كي يجنبهم المشاكل، إلا أنه كان في الوقت عينه مهنياً متابعاً حتى يوم رحيله حيث كان يحرص على التواجد ومتابعة سير العمل على حساب قلبه المتعب من هموم السنين في ظل ظروف صعبة يعيشها الصحفي كأي مواطن والذي يمضي ساعات طويلة في الميادين وخلف المكاتب.
وداعاً هزاع عساف سنفتقدك دوماً في كل تفصيل من تفاصيل عملنا اليومي.
