يمن سليمان عباس :
الأدب الصيني مفعم بالحياة والعطاء و القدرة على التواصل التي تعني الاستمرار، واليوم مع ما تقدمه الصين وتسعى إليه من أجل تفاعل خلاق نستعيد من الأدب الصيني حكاية قديمة جميلة تقول:
كانت هناك امرأة صينية تقدمت بها السنون، تملك إناءين كبيرين من الفخار تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعصاة فوق كاهلها على الطريقة الصينية.. كان أحد الإناءين به شرخ، والآخر بحالة سليمة لا ينقص منه الماء..
وفي كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى المنزل، وبه نصف كمية الماء فقط.. ولمدة سنتين كاملتين كان يحدث هذا مع السيدة الصينية، حيث تصل بيتها بإناء واحد مملوء والآخر به نصف الكمية..
كان الإناء السليم مزهواً بما يقوم به من عمل كامل.. في حين كان الإناء المشروخ يشعر بالقصور لعدم قدرته على إتمام ما هو متوقع منه.. وفي يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل، قال الإناء المشروخ للسيدة:
– أنا خجل جداً من نفسي، لأني عاجز لتسرب الماء على الطريق من الشرخ الذي أصاب جداري!!
فابتسمت السيدة العجوز وقالت:
– ألم تر الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك، ولا توجد على الجانب الآخر.. فأنا أدرك تماماً مقدار الماء الذي ينسكب منك، ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك حتى ترويها عند عودتنا للمنزل.. ولمدة عامين متواصلين قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها بيتي.. ولولا ما أنت فيه ما كان لي أن أجد هذا الجمال.. كل منا لديه ضعفه.. ولكن ضعفنا وشروخنا تصنع حياتنا بطريقة عجيبة ومثيرة…
ويعلق أحد النقاد على هذه الحكاية قائلاً:
وأمام هذه الحكمة الرائعة يجب علينا جميعاً الزهو بشروخنا وضعفنا أن نتقبل بعضنا البعض على ما نحن عليه و ما فيه.. وننظر لما هو حسن لدينا.. هذه دعوة صادقة لكل من يشعر بالعجز أو النقص أن يستنشق عبير الزهور التي تنبت على جانب الطريق الذي يسير فيه دون أن يلتفت للجانب الآخر.
من الحكم الصينية..
– رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
– من استهان بالوقت نبذه الزمن.
– إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً ، و إذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً.
– للذهب ثمن.. لكن الحكمة ليس لها ثمن.
– بدل أن تعطيه سمكة كل يوم، علمه كيف يصطاد.
– كل شجرة… كانت حبة.
– يهب الله كل طائر رزقه.. ولكنه لايلقيه له في العش.
– عليك بتجفيف ماء البحر كي تستطيع القضاء على السمك.
– لا تتخذ تمساحاً صديقاً، وإن سالت دموعه.
– في اللغة الصينية تتكون كلمة “كارثة” من حرفين: الأول يمثل الخطر والأخر يمثل الفرصة.
– لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك، و لكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك.
– الماء البعيد لا يطفئ الحريق.
-إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكاناً.
– تخلص من همومك بوضعها في جيبك المثقوب.
– البيوت السعيدة لا صوت لها.
– لولا العمل لانقرض الناس.
– انظر إلى الإنسان كما هو، لا كما كان.
– قراءة بلا تأمل، كالأكل بلا هضم.
– حب البشر دون احترام يعني اعتبارهم حيوانات مفضلة، و إطعامهم دون حب يعني معاملتهم كحيوانات حقيرة.
– إذا تشاجر صديقان من أصدقائك فلا تحكم بينهما لأنك ستخسر أحدهما، واذا تشاجر أعداء من أعدائك فاحكم بينهما لأنك ستكسب أحدهما.
- قبل أن تقول شيئاً فكر مرتين، ثم لا تقل شيئاً.
– الابتسامة أقل تكلفة من الكهرباء ولكنها أكثر إشراقاً.
– افتتاح متجر أمر سهل، أن تبقيه مفتوحاً لهو فن.