الآلة الكاتبة القديمة.. متعة وفائدة

الثورة – إعداد ياسر حمزه:

كل ما نطبعه على الآلة الكاتبة القديمة له صدىً مهيب، وكأن الكلمات تُحدث انفجارات صغيرة “تشك- تشك- تشك”، ولا شك في أن جمال صوت وإيقاع طباعة الكلمات على تلك الآلات الطابعة معروف, ونلاحظ كم من الأفلام يبدأ بمشهد الكلمات تطبع أمام المشاهد على الشاشة وكأنه يراها على الآلة الكاتبة, الكلمة حرف حرف، مع الصوت المتكرر إيّاه, ولا يقوم المشهد على وقع الصوت فقط بل كذلك على جمال الشكل، إذ تأتي الحروف محفورة سوداء واضحة على الورقة البيضاء وكأنها منحوتة على سطحها.
والحقيقة أنه إلى جانب المتعة الحسّية لهذه الاستخدامات، هناك بلا شك فائدة حقيقية تُجنى من خلال التعرّف إلى خصوصيات معدات خرجت من دائرة الاستخدام إلى الأبد، بسبب الدخول الكاسح للابتكارات التكنولوجية الجديدة, منها طبعاً هذه الآلات الكاتبة التي مضى الآن أربعة عقود على توقف إنتاجها, أما كاميرا الفِيلم فكانت أفضل حظاً، على الرغم من أن استخدام الفِيلم للتصوير انتهى بشكل تام، مع استثناءات لا تُذكر, ومن طبيعة تصرف المجتمعات الإنسانية، أنها تنكب على استقبال الابتكار الجديد لميزاته العديدة، وتسرع إلى إلقاء المعدات القديمة من النافذة، كي تعود وتستدرك بعد حين الميزات التي كانت في المُعدَّات القديمة وقصر الجديد عنها.
منذ فترة تمت العودة إلى إنتاج الأسطوانة الموسيقية القديمة المستديرة السوداء المصنوعة من مادة الفينيل، والتي كانت وسيلة سماع الموسيقا قبل ثلاثة منتجات هي الإنترنت والأسطوانة المضغوطة والشريط الممغنط، والتي غدت أغلفتها منذ سنين من الأشياء التي يجمعها أصحاب هواية جمع التحف.
والآن تبيّن أن هذه الأسطوانات أصبحت ذات حصة في السوق على صغرها, فبعض هواة الموسيقا يصرّون على أن الصّوت الذي يخرج من هذه الأسطوانات لا يضاهي في جودته ما يخرج من أي من الأدوات الجديدة.
كما أن كثيراً من المصوِّرين الفوتوغرافيين ما زالوا يصرّون على أن جودة الصورة المأخوذة على شريط الفِيلم إيّاه لا تضاهيه بتاتاً الصور التي تؤخذ بالكاميرا الرقمية.
طبعاً مهما قيل، لا يستطيع أحد أن يعيد العجلة إلى الوراء, و لا أحد يستطيع دحض ميزات الاكتشافات والابتكارات الجديدة.
قصارى القول إن إدراك الميزات التي خسرناها مع التوقف عن استخدام أدوات قديمة، وإضافة إلى ما في ذلك من إغناء لمدارك الحس، إلا أنه أيضاً يجعلنا غير مستسلمين للابتكار الجديد، ونبحث في آفاق تطويره، ومن جملة ذلك أن يعود ويكتسب بعض ما فقده إن لم يكن كله.
ولا شك في أنَّنا نستطيع أن نجد في مخازن كثير من الشركات العريقة، وفي مستودعات الكثير من البيوت العريقة، آلة كاتبة قديمة أو كاميرا في صندوق مهمل, ربما يكون في استعادتها إلى الحياة متعة أو فائدة بسيطة أو أكثر.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها