ثمة خلط كبير بين مصطلحين أو مفهومين وهما :التعليم والثقافة ..فالتعليم كما كان يراه الكثيرون من أجدادنا كان يعني بالضرورة السلوك القويم والقيم والأخلاق ولهذا كنا نسمع عبارات الاستنكار والاستهجان عندما يقع أحد حملة الشهادات بخطأ ما ويقولون :(هي المتعلم عمل هكذا فما عتبك على الجاهل ).
لكن هل بقي مفهوم الأجداد عن المتعلم كما هو ..بالتأكيد : لا ..لقد تغيّرت الرؤى والمفاهيم والواقع يقول :إن العلم من المعرفة أو تمثل قيمه ليس ذا نفع أو قيمة.
العلم لابدّ له من تنوير حقيقي وهذا الغوص عميق في فلسفة التربية والمجتمع.. فكم من حامل شهادات عليا لا يجيد الف باء التعامل مع الناس أو الحياة ومازال يعيش في كهوف القرون الوسطى .. طبيب أو أستاذ جامعي أو غيرهم .. يمضي في ركب جاهل يملك المال وسلطة المال كما تعملون عند من لا يعرف كيف يدار مفسدة..
وفي الحرب على سورية وجدنا الكثير من هذه النماذج ومازال بعضها موجوداً ..وهنا علينا أن نطرح السؤال عن الأسباب والبحث في العلاج ..
هل أخفق نظامنا التربوي والتعليمي حين ركز على الجانب المادي ،وهل المجتمع بمقياس الاحترام والتقدير لمن يملك الثروة لا المعرفة أقول المعرفة..
أسئلة كثيرة لابدّ من طرحها ولابدّ من العمل على البحث عن إجابات لها ولكن من نظرة أولية يمكن القول : إننا أخفقنا في بناء جيل يعي المعرفة والقيم صحيح أنه ينجز في الدرجات والنجاح في الحفظ وغير ذلك ولكن الثغرة الخطرة لاتزال ..
الثقافة سلوك قيمي واجتماعي وليس بالضرورة شهادات ..والوعي الذي نراه ونلمسه عند الكثيرين ممن لا يحملون الشهادات العليا أكثر عمقاً وتجذراً بالحياة بقيم المحبة والعطاء والتفاعل الإنساني.