المتابع لأعداد المشاركين في معرض الباسل للإبداع والاختراع، والبالغ ٧٠ مشاركاً يلحظ تراجعاً في الرقم هذا العام، بينما في أعوام سابقة وصل العدد إلى ٣٠٠-٦٠٠ مشارك، ما طرح التساؤلات عن أسباب هذا التراجع التدريجي على مدار عدة سنوات إلى أن وصل العدد إلى ما هو عليه الآن.
مع العلم أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أعلنت باكراً عن تقديم الطلبات وبسّطت إجراءاتها بما فيها تحمل نفقات النقل والإقامة للمشاركين، وكذلك فيما يتعلق بإرسال الاستمارات والتقدم للمشاركة بشكل إلكتروني دون تحمل أي عناء، إذاً كل التسهيلات وضعت في طريق المتقدمين من المبدعين والمخترعين إضافة إلى إرسال كتب رسمية إلى الجهات العامة للمشاركة في المعرض.
لا شكّ أنّ مشاركة ٧٠ مخترعاً ومبتكراً في معرض الباسل للإبداع والاختراع القادم ليس بالرقم الخجول، لكنه يشكل فرقاً تجاه أرقام سابقة، ولعل التفسير يأخد أكثر من منحى، منها ما قد يكون سلبياً وآخر إيجابياً، فانتقاء ٧٠ عملاً للمشاركة من قبل مختصين في المجال الإبداعي من أصل ٣٠٠ متقدم هذا يعني أن الانتقاء نوعي ويليق بكلمة إبداع و اختراع، وربما أخذت بعين الاعتبار شروط تتطابق مع الحاجة الفعلية لنوعية معينة من الأعمال الريادية.
ناهيك عن أن كثيراً من المشاركات على مدار أعوام سابقة كنا نجدها مكررة ولاتتطابق مواصفاتها مع الإبداع والاختراع، كأن نجد مثلاً في معرض الباسل اختراعاً تقوم به كل ربات المنزل وهو صناعة التمر بطريقة تجعله كقطعة حلوى، وهذا بالفعل كان عرضاً كعمل إبداعي في إحدى الدورات السابقة.
الناحية الأخرى التي يمكن أن نفسر من خلالها تراجع العدد هو أن المخترعين والمبدعين بات لديهم أكثر من مسابقة متخصصة يشاركون بها على مدار العام على مستوى الجامعات وكذلك المعارض التكنولوجيا المتنوعة، إضافة للعامل الأهم وهو تبني الاختراعات و الإبداعات من قبل الجهات المعنية ومن قبل المستثمرين وأصحاب الأعمال والتي لم نسمع أن أحداً تقدم لتبني أي عمل ريادي أو مشروع للمخترعين المشاركين في معرض الباسل وبالتالي ذهاب المشروع نحو أدراج الرياح.
على أي حال ثمة أمل معقود في مشاركات معرض الباسل للإبداع والاختراع هذا العام بدورته الـ٢١وهو توسع عدد المشاركين والراعين للمعرض وتميز الجهات والهيئات المشاركة من حيث تجربتها الناجحة واهتمامها بالمشاريع الصغيرة وتمويلها واحتضانها، لتخرج إلى النور وتصبح قوة حقيقية على خط الإنتاج، وهذا بدوره يشكل عاملاً تحفيزباً باتجاه الإبداع والاختراع لمختلف الشرائح العمرية.