الثورة-خلود حكمت شحادة:
غالباً ما يعود الأبناء من الروضة أو المدرسة يشتكي من سرقة أغراضه الشخصية أو ضياعها واتهام شخص ما بأنه أخذها دون علمه، هذا ما يمكننا تسميته بحالات السرقة غير المقصودة، وقبل أن اتهم أحداً ما بالسرقة علينا أن نميز بين: الطفل السارق والمراهق السارق، فالطفل السارق قد يكون بعمر ماقبل الخمس سنوات وهنا لا يفهم معنى السرقة أو أنه أخذ شيئاً من ممتلكات غيره وكل ما يريده هو امتلاك شيء ما أعجبه فقط، لذلك على الأهل عدم تعنيفه وضربه لأنه في عمر صغير وغير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب والواجب توعيته إلى أن ما فعله خاطئ وعليه إعادة ما أخذه والاعتذار عن تصرفه، أما في حال تجاوز الطفل السنوات الخمس علينا شرح معنى كلمة ملكية أي أن نوضح له أن هذا الشيء ملك لك، وذاك الشيء ملك لغيرك ولا يجب أن تأخذ ما هو لغيرك من دون استئذان صاحبه فيسمى سرقة وعلى الأهل توضيح معنى كلمة سرقة وعواقبها.
بينما المراهق حتماً يعرف معنى السرقة وعواقبها لذلك علينا معرفة دوافعه للسرقة، هل هي نفسية أم مادية؟!، وحسب الباحثين النفسيين في هذا السياق تم التنويه إلى أن الشعور بالإهمال يدفع لمثل هذا التصرف بغية لفت الانتباه وإثبات الذات أو ربما الانتقام من شخص ما فيقوم بسرقته، أما عن الأسباب المادية فهي الغالبة في حالات السرقة في ظل ظروف معيشية صعبة حيث يرغب المراهق في اقتناء أشياء لايمكنه شراءها وربما تدفعه رغبته ليكون المسيطر في شلته وبين أصدقائه أو حتى ليجاريهم في صرفهم أو الانفاق عليهم ليكون المميز فيقوم بالسرقة ربما من والديه وأخوته وتتطور الحال ليمد يد السرقة إلى الغير ليحقق رغبته في ذلك، وبعض المراهقين يحتاج المال للتدخين والكارثة الأكبر من غلبه إدمان المخدرات الذي قد يدفعه لارتكاب جرائم أكبر من السرقة للحصول على المال اللازم لنفقات إدمانه.
الحلول
وصمة لص أو حرامي أو سارق يجب ألا نطلقها على طفلنا لو تأكدنا أنه السارق فالهدوء في التعامل ضروري أمام هكذا موقف كي لا تلتصق الصفة به بين أخوته أو أقرانه وهنا يتوجب على الأهل توضيح أضرار السرقة وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع كي لا يبتعد عنه الجميع وأن خطورة التمادي في هذا تؤدي إلى السجن وحينها يخسر مستقبله وكل شيء في حياته.
العقاب
في حال التحقق من السرقة والتأكد من فعلها فيتوجب على الأهل معاقبة السارق بعقاب بعيد عن الضرب والتعنيف الجسدي واتباع العقاب المعنوي كالخصم من المصروف أوالقيام بأعمال معينة داخل البيت لمدة معينة وحتى منعه من الخروج ومصادرة الأشياء التي يحبها لفترة محددة ومن ثم مراقبة التصرفات بدقة لمعرفة السبب الذي أدى لذاك الانحراف وإذا ما حقق العقاب تعديل السلوك المطلوب، ولا ننسى حينها الثناء على التصرفات الإيجابية وإبداء السعادة بالتغيير الذي حصل ليشعر حينها بأنه ليس سيء في كل شيء، ويبدأ تقبل النقد من الأهل والعمل على إرضائهم.
وبالنسبة لسلوك الأهل عليهم إعادة النظر فيما يقدمونه لأبنائهم وإعطائهم بما يتناسب مع عمرهم وتوضيح إمكانياتهم بشكل صريح لرفع العتب عنهم وجعل الأبناء يحملون المسؤولية مع الأهل ويقدرون تعب أهاليهم وتكاليف الحياة التي ربما لايقدرون على مجاراة غيرهم من أقران أولادهم، ومعرفة أصدقاء أولادهم حتى يتجنبوا صديق السوء ويستطيعوا إبعاده عن محيط ولدهم والحرص على الأصدقاء الجيدين والاحتفاظ بهم.