الثورة – أسماء الفريح:
في تأكيد جديد على فاشيتها, اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الذي يضم داخله الآلاف بين طاقم طبي وجرحى ونازحين بعد حصارها له لليوم السـادس على التوالي.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية نقلاً عن مراسليها داخل المجمع بأن دبابات الاحتلال تحاصر المجمع من كل الجهات بعد أن اقتحمت ساحته من الجهة الغربية وسط إطلاق نار كثيف كما انتشر القناصة في محيطه فيما اقتحمت قوات الاحتلال مبنيي الجراحات الجديد والطوارئ اللذين يتواجد فيهما المرضى والطواقم الطبية.
وطالب الطاقم الطبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك العاجل لضمان عدم المساس بأي من الموجودين في المجمع فيما حملت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين فيه مؤكدة أنها ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية.
ويتعرض المجمع لحصار مشدد منذ ستة أيام وخرج عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه بسبب نفاد الوقود وعدم سماح الاحتلال لمركبات الإسعاف من الخروج منه أو الدخول إليه كما تعرضت معظم مبانيه للقصف من قبل طائرات الاحتلال ومدفعيته إضافة إلى استهداف البنية التحتية الحيوية بما في ذلك محطة الأوكسجين وخزانات المياه والبئر ومركز القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة.
ويضم المجمع نحو 650 مريضاً بينهم 100 من مرضى العناية المكثفة والأطفال الخدج إضافة إلى نحو 500 من الكوادر الطبية إلى جانب 4 إلى 5 آلاف نازح من الأطفال والنساء وكبار السن في ظروف صعبة للغاية وكان تم دفن جثامين 179 شهيداً في قبر جماعي داخل المجمع أمس بسبب استهداف قوات الاحتلال لكل ما يتحرك في ساحاته وعدم السماح لأحد بالخروج منه أو الدخول إليه فيما لا تزال عشرات الجثامين موجودة في الساحات والممرات جراء انقطاع التيار الكهربائي عن ثلاجات الموتى كما استشهد أكثر من أربعين من المصابين والمرضى في وحدة العناية المكثفة وأطفال خدج جراء انقطاع الأوكسجين.
بدوره, أكد مدير عام المستشفيات في غزة محمد زقوت أن الاحتلال كان يعتقد أن دخول قواته إلى المجمع سيكون بمثابة نصر له لإثبات صحة أكاذيبه حول استخدام المقاومة الفلسطينية للمستشفيات لأغراض عسكرية مشدداً على أن قوات الاحتلال لم تجد أي دليل على ذلك.
من جانبها, أعلنت المقاومة الفلسطينية إدانتها ورفضها لتصريحات البنتاغون والبيت الأبيض التي يتبنون فيها أكاذيب الاحتلال الصهيوني حول المستشفيات وشددت على أن هذه التصريحات تعد بمثابة ضوء أخضر أميركي لارتكاب الاحتلال مزيداً من المجازر الوحشية بحق المستشفيات بهدف تدمير القطاع الصحي والضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم من أرضهم تنفيذاً لمخططات يروج لها النازيون الجدد من مسؤولي الكيان.
وجددت المقاومة دعوتها إلى الأمم المتحدة “لتشكيل لجنة دولية للتجوال والاطلاع على كل المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال وحليفته واشنطن التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وزعم البيت الأبيض أنه لا يؤيد قصف المستشفيات جواً ولا يريد رؤية تبادل لإطلاق النار فيها عقب اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء رغم تبني المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي رواية الاحتلال لتبرير استهدافه للمشافي والمراكز الطبية في قطاع غزة حيث ادعى كيربي أن لدى واشنطن “معلومات استخباراتية غير محددة” تفيد بأن المقاومة تستخدم المستشفيات لأغراض عسكرية.
من ناحيته, دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الليلة الماضية إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية معرباً عن “شعوره بانزعاج عميق إزاء الحالة المروعة والخسائر الفادحة في الأرواح في عدد من مستشفيات غزة”.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي ارتقى 202 شهيد من الكوادر الصحية وتوقفت عن العمل 25 من أصل 35 مستشفى في غزة و52 من 72 عيادة رعاية صحية أولية أي أكثر من الثلثين جراء الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة.