الثورة – إعداد ياسر حمزة:
المدهش في ابتكار الأسنان الصناعية أنه بلغ شأناً كبيراً عند الشعب الأتروري في إيطاليا في القرن السابع قبل الميلاد؛ فصنع هؤلاء أسناناً من العاج أو العظم، وثبتوها في الفم بواسطة جسور من ذهب.
غير أن صناعة الأسنان كبَتت، ولم تعد إلى هذا المستوى من التطور إلا في القرن التاسع عشر الميلادي.
فخلال القرون الوسطى، كان طب الأسنان يقتصر عموماً على خلع السن المتسوسة, وكان من المألوف جداً أن تكون هناك فراغات بين الأسنان حتى في صفوف الأثرياء. حتى أن الملكة إليزابيث الأولى (1533 – 1603م) كانت تملأ الفراغات بين أسنانها بقطع من القماش الأبيض؛ لتحسين مظهرها في حياتها العامة.
ويقال إن جورج واشنطن عانى من متاعب رهيبة من أسنانه حتى وفاته عام 1799م.
أما محاولات صناعة أسنان بديلة، فقد كانت قليلة وتعتمد على عاج الفيلة أو وحيد القرن أو الذهب والعقيق أو حتى على أسنان الموتى من الناس، أو أسنان يشتريها الأثرياء من الفقراء.
وكانت هذه تُربط بالأسنان السليمة بخيطان من الحرير، وكان يتوجب نزعها قبل تناول الطعام.
في عام 1774م، قام الصيدلاني الفرنسي دوشاتو بالتعاون مع طبيب الأسنان دوبوا دو شامان بتصميم أول طقم أسنان مصنوع من البورسلين ,وسجل هذا الأخير الاختراع باسمه في عام 1789م.
أمّا أول سن منفردة من البورسلين المثبت في اللثة بواسطة مسمار من البلاتين فقد صممه الإيطالي فونزي لنفسه عام 1808م، اشمئزازاً من استعمال سن منتزعة من جثة ميت.
وفي عام 1839م، اكتشف الأمريكي شارلز غوديير نوعاً من المطاط المرن؛ لاستخدامه في جمع أسنان طقم كامل.
وفي الفترة نفسها ابتكر هوراس ويلز مخدراً لزرع الأسنان من دون ألم, فارتفع الطلب على الأسنان الصناعية، وراجت صناعتها أينما كان، وتطورت حتى صارت تصنع من نواة معدنية صلبة من البلاتين والزئبق، تُكسى بالبورسلين الأبيض المشابه جداً للأسنان الطبيعية.