الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أكد السفير الفنزويلي بدمشق أن بلاده وسورية يتعرضان للهجمة الإرهابية نفسها، وأن فنزويلا تقف إلى جانب سورية وتدعمها، معبراً عن ثقته بأن سورية ماضية في تحقيق انتصارها الكامل.
كما جدد سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق الدكتور خوسيه غريغوريو بيومورجي في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في مقر سفارة فنزويلا بدمشق، دعم بلاده المطلق للشعب الفلسطيني، وتحت كل الظروف، مندداً بالإبادة الجماعية التي قام بها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.وأشار إلى أن العدو الذي تواجهه سورية وفلسطين والمنطقة هو العدو نفسه والوحيد، الذي تواجهه فنزويلا ومنطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، ويقوم بممارسة وسائل العدوان والأطماع نفسها لتقسيم المنطقة ونهب ثرواتها وإضعافها وفق سياسة “فرق تسدّ”.
استفتاء شعبي لتقرير مصير ولاية اسيكيبو
من جانب آخر، أعلن السفير بيومورجي عن تنظيم حكومة بلاده استفتاء شعبياً استشارياً يوم الأحد القادم في الثالث من شهر كانون الأول القادم يتعلق بتقرير مصير ولاية اسيكيبو التي تحتلها غويانا للعودة إلى وطنه الأم فنزويلا.
ورداً على سؤال جريدة الثورة أشار السفير الفنزويلي إلى الاستعدادات والتحضيرات التي قامت بها الدولة الفنزويلية لنجاح هذا الاستفتاء والوصول إلى أهدافه الوطنية، مؤكداً تصميم بلاده قيادة وشعباً وجيشاً ووحدة وطنية لاستعادة الإقليم والدفاع بثبات عن أي شبر من الوطن الفنزويلي وعدم التنازل أو التفريط بذرة من ترابه وسيبذل كل الجهود لعودة الإقليم المغتصب وسيواجه كل المحاولات الأجنبية للتدخل بالشؤون الداخلية لفنزويلا.
وندد السفير الفنزويلي بمحاولات المملكة المتحدة والولايات المتحدة والغرب عموماً لتعطيل عودة الإقليم إلى الأراضي الفنزويلية التي تقرها الاتفاقات والمواثيق الدولية التي تمت عبر التاريخ بعد التحرر من الاستعمار الغربي الذي كان يحتل منطقة أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي.
وجدد السفير بيومورجي رفض بلاده موقف غويانا الذي تتجاهل من خلاله اتفاق جنيف لعام 1966، مطالباً إياها “بالكف عن التصرفات التي تخدم مصالح شركة إكسون موبيل، ووقف عسكرة المنطقة، والالتزام بالشرعية الدولية، والجلوس إلى طاولة المفاوضات باعتبارها الحل الوحيد في المنطقة.”واعتبر السفير الفنزويلي أنّ موقف غويانا “المتعجرف والعدائي”، يمثّل “أكبر عقبة أمام التوصل إلى حل في إطار القانون الدولي العام”، مؤكّداً خطورة وصاية الشركات الأجنبية التي “تزعزع السلام الإقليمي لعدم امتثالها للالتزامات الدولية.”.
وأشار السفير بيومورجي إلى أن الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة والغرب عموماً يعتزمون عسكرة النزاع بين فنزويلا وغويانا حول منطقة إسيكيبو المتنازع عليها، من خلال إقامة قاعدة عسكرية هناك.
وقال السفير الفنزويلي: “إن القيادة الجنوبية الأمريكية تحاول إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة المتنازع عليها من أجل خلق رأس حربة لعدوانها على فنزويلا والاستيلاء على موارد الطاقة هناك”، مشيراً إلى أن البرلمان الفنزويلي وافق على استفتاء استشاري وطني لحماية أراضي ولاية اسيكيبو ذات السيادة من العدوان الأمريكي، مؤكداً في الوقت ذاته “التزام بلاده بالسلام وبقرارها الثابت بالدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها.”
ماهي مقاطعة اسيكيبو؟
وقدم السفير الفنزويلي عرضاً تاريخياً أشار فيه إلى بداية النزاع حول الإقليم ومراحله التاريخية التي مر بها، وذكر أن اسيكيبو هي مقاطعة تحت سيطرة غويانا على الرغم من مطالبة فنزويلا بها. في بادئ الأمر كانت ضمن إقليم غرناطة الجديد والقيادة العامة لفنزويلا من قبل إسبانيا، لكنها شُمِلت لاحقًا ضمن إيسيكسبو من قبل هولندا وفي غيانا البريطانية من قبل المملكة المتحدة.
ونوه إلى أن أسباب النزاع الحدودي بين فنزويلا وغويانا تعود إلى العهد الاستعماري في القرن التاسع عشر، حيث كانت غويانا تابعة للإمبراطورية البريطانية وكانت فنزويلا تتبع الإمبراطورية الإسبانية.
وفي عام 1899، تم التوصل إلى اتفاقية بين بريطانيا وفنزويلا تم وفقاً لها تحديد الحدود بين الدولتين بواسطة وسيط دولي. ومع ذلك، لم توقّع غويانا على هذه الاتفاقية واستمرت في السيطرة على المناطق المتنازع عليها، وذلك بسبب أطماعها في هذه المنطقة الغنية بالذهب والثروات النادرة والاحتياطي الكبير في النفط والغاز، والتي تقف وراءها الأطماع البريطانية والأميركية.
وعلى الرغم من وجود بعض المحاولات لحل النزاع بالطرق الدبلوماسية، إلا أن الخلاف لا يزال قائماً حتى الآن، وقد اشتد التوتر مرة أخرى في الفترة الأخيرة بسبب التدخل غير شرعي لبعض شركات النفط الأمريكية في المنطقة.
حضر المؤتمر ممثلون عن الأحزاب والفعاليات السياسية السورية والفلسطينية وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية والبعثات الدبلوماسية العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة وممثلو وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية والدولية بدمشق.
تصوير – فرحان الفاضل