د. جورج جبور:
تتميز حفاوة سورية بيوم اللغة الغربية لهذا العام 2023 بأمر جديد لم يذكر أبدا بهذا الوضوح من قبل الجهة الرسمية السورية ذات الاختصاص. ففي 13 تشرين الثاني 2023 وجه وزير التربية رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو كتاباً رسمياً إلى مندوب سورية لدى اليونسكو لكي يثير مع رئاسة اليونسكو موضوع ملكية سورية لفكرة يوم اللغة العربية وأهمية الاعتراف بذلك في البيان السنوي المعتاد.
في السابق اكتفت الوزارة بتحويل رسالة مني إلى مديرة اليونسكو العامة. إضافة إلى ذلك طلب إلى المندوب إثارة أمر السبق السوري مع زملائه مندوبي الدول العربية. كل ذلك تميز جديد.
لكننا تأخرنا. مضت سنوات طويلة منذ آذار 2006. من الجميل، في كل حال، أننا وصلنا وأنا ما أزال قادراً على متابعة الاهتمام.
هل خطر في بال مسؤولينا الثقافيين، ولاسيما منهم اللغويون، هل خطر ببالهم أن يقوموا بما طلبت سورية من اليونسكو أن تقوم به، أي التعريف بدور منضد هذه الكلمات، بدور جامعة حلب، بدور سورية في ولادة الفكرة وفي إيصالها إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الكسو”؟ لا أدري. بعد أسبوعين سوف نعرف. أرجو أن تكون حفاوتنا بيوم اللغة العربية مناسبة تنصف فيها سورية نفسها وتحمي حقوقها.
ذلك عن يوم 18 كانون أول. وثمة ما يماثله في يوم 5 أيلول. في مثل ذلك اليوم عام 1950 اكتسب مقاماً دستورياً لأول مرة في تاريخ الدساتير العربية تعبير “الأمة العربية”. تبع السابقة السورية عدد غالب من الدساتير العربية.
أختم بسؤالين تحفيزيين أتمنى أن أتلقى عنهما إجابات: الأول من هي الدول العربية التي تبنت دساتيرها تعبير “الأمة العربية” محاكية بذلك الصيغة الدستورية السورية الرائدة: “الشعب السوري جزء من الأمة العربية”؟
الثاني هل شهدنا حتى الآن انتكاساً في تثبيت دساتيرنا العربية تعبير “الأمة العربية”؟
* دمشق صباح الثلاثاء 5 كانون أول 2023.
