الصحة تعلن نتائج دراسة المسح الوطني لحالة التغذية لدى أطفال المدارس.. د. ضميرية لـ “الثورة”: الاستثمار في صحتهم يمثل التزاماً بتنمية رأس المال البشري
الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
تعمل وزارة الصحة بالتعاون بين الجهات الحكومية وعدد من الجهات الداعمة والمانحة، على وضع مجموعة من الخطط التنفيذية لبرنامج التغذية للأعوام القادمة، نظراً للدراية الكاملة بأهمية الاستثمار في صحة الأطفال في سن المدرسة كونه يمثل التزاماً بتنمية رأس المال البشري على المدى الطويل.
في إطار ذلك لفت لـ “الثورة” معاون وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية أن الوزارة أعلنت مؤخراً نتائج دراسة المسح الوطني لحالة التغذية لدى أطفال المدارس “التعليم الأساسي -الحلقة الأولى” وشملت أكثر من 10 آلاف تلميذ في مختلف المحافظات، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 – 12 سنة للعام 2022، وذلك في محاولة لمعرفة واقع الحالة التغذوية وحالة الأمن الغذائي خلال السنوات الماضية.
وبيَّن أن الدراسة التي أجرتها الوزارة العام الماضي، بالتعاون مع وزارة التربية والمكتب المركزي للإحصاء بدعم من برنامج الغذاء العالمي تضمنت إجراء دراسة ميدانية وتحري الحالة عن طريق أخذ قياسات جسدية للطفل الوزن والطول وخضاب الدم، بهدف الحصول على مؤشر كتلة الجسم، إضافة إلى الكشف عن سوء التغذية وفقر الدم بعوز، والأسئلة التي تتعلق بالأمن الغذائي.
ونوَّه الدكتور ضميرية بأهمية المسح للحصول على بيانات الحالة التغذوية والعادات الغذائية للأطفال وتوفير المعلومات الكاملة لصانعي القرارات على المستويين الوطني والمحلي، لمعرفة الإجراءات الأساسية المطلوبة لتعزيز برامج الصحة والتغذية المدرسية، مشيراً إلى أن الاستثمار في صحة الأطفال في سن المدرسة يمثل التزاماً بتنمية رأس المال البشري على المدى الطويل.
وأوضح معاون وزير الصحة أن نتائج الدراسة تؤكد ضرورة معالجة الوضع التغذوي للأطفال في سن المدرسة، لضمان تكوينهم الجسدي والنفسي بشكل جيد، والعمل على توفير الشروط الأمثل للنمو البدني والمعرفي للطفل من خلال معالجة القضايا المتعلقة بنقص الغذاء.
وقد أظهرت الدراسة التي رصدت وضع 10076 طفلاً بواقع 49% ذكوراً و نحو 50% إناثاً، تتراوح أعمارهم بين الـ7 والـ11 سنة، وجود 9.2 منهم يعانون من التقزم، و3.3 يعانون من الهزال، ونحو 18.5 يعانون من زيادة الوزن، وبلغ معدل انتشار فقر الدم نحو 17.9.
ووفقاً للدراسة أوضح معاون وزير الصحة أنه يتبين تفاوت انتشار التقزم بين المحافظات، حيث جاءت أعلى المعدلات في ريف دمشق بواقع 19.9%، تليها كل من حلب ودير الزور 9.9%، وأظهر المسح أن انتشار القزامة هو أعلى بين الفتيات بنسبة 8.2 مقارنة مع الفتيان 5.9%، كما وجد أن التقزم أكثر انتشاراً بين الأطفال في الأسر الكبيرة، وفي الأسر التي تكون فيها الأمهات أقل تعليماً، لافتاً إلى أنه لوحظ وجود علاقة بين التقزم وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد حيث وجد أن 24% من الأطفال الذين يعانون من التقزم لديهم فقر دم.
وفيما يتعلق بزيادة الوزن فقد تفاوت نسبة الانتشار بين المحافظات، وسجلت ريف دمشق أعلى معدل بنسبة 26%، تليها إدلب بنسبة 23.9%، علاوة على ذلك وجدت الدراسة أن زيادة الوزن ارتبطت طردياً بعمر الطفل، فالأطفال الأكبر سناً كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن.
وأشار إلى أن نتائج المسح لاحظت وجود تباين بين المحافظات بنسب انتشار فقر الدم، وتركزت أعلى المعدلات في المحافظات الشمالية، الرقة ودير الزور وإدلب، واختلفت قابلية فقر الدم مع العمر، وكان الأطفال الأصغر سناً أكثر تأثراً، فقد كانت معدلات الانتشار بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم 6 – 7 سنوات مرتفعة بنسبة 26%، والأطفال الذين يبلغون 12عاماً فقد سجل معدل الانتشار بنسبة 22.2%.
وفي إطار أبرز التوصيات للدراسة بيَّن الدكتور ضميرية أنها تضمنت الدعوة لتعديل السياسات الوطنية لصحة الطفل، وتعزيز التعاون بين الهيئات الحكومية والمؤسسات التعليمية ومقدمي الرعاية الصحية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية لإنشاء نهج كامل شامل لتلبية الاحتياجات الصحية والتغذوية للأطفال في سن المدرسة، مبينة أهمية إطلاق حملات توعية صحية عبر المنصات الإعلامية وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي كالتدعيم بالمكملات الغذائية وإضافة اليود إلى الملح.