الثورة:
يعرّف علم النفس “حب التملّك” بأنه السعي المفرط والمبالغ فيه للتملّك، ويعد نزعة غير طبيعية للسيطرة، ويرتبط عادةً هذا النوع من السلوك غير الطبيعي بعلاقات الأشخاص تجاه الآخرين، ورغم هذا التعريف يمكن للإنسان أن يتملك الأشياء ويفيد مجتمعه بنفس الوقت.
فمنذ أن يفتح الإنسان عينيه على هذه الحياة نراه يحب التملك من كل شيء، ونجد ذلك عند أي طفل من الأطفال عندما نشاهد طفلاً يحاول أن يأخذ لعبة أخيه أو أخته علماً بأن نفس اللعبة أو الدمية موجودة عنده لكن وبالفطرة نراه يحب أن يمتلك المزيد، وحتى وعندما يكبر ويصبح يافعاً وشاباً نراه يسعى بكل ما أوتي من قوة ليضيف شيئاً جديداً إلى ممتلكاته ولا يمكن أن يكتفي بما لديه من أشياء تحت سيطرته.
جميل حب التملك لكن أن تكون بطرق مشروعة ومسوغة ومن أجمل ما قالوا عن حب التملك: “اثنان لايشبعان طالب علم وطالب مال”، فلا يمكن أن يكتفي الإنسان بما في حوزته بل نراه يطلب المزيد من المكاسب.
والأمثلة كثيرة مثال ذلك الشركات العالمية تتسابق فيما بينها لتمتلك الجديد في عالم الإنتاج كالسيارات والطائرات والأدوية والبرمجيات وكل منتجات الذكاء الاصطناعي، وهكذا فكلما تملكت الجديد كلما استفادت شهرتها ومالها وإنتاجها، فلولا حب التملك إن كان فردياً أو عاماً لتوقفت حركة الحياة وتعطلت ولما وصلتنا الاختراعات بكل صنوفها إن كانت رفاهية أو خدمية.
ولكن من المؤسف أن نجد دولاً تسعى جاهدة لتمتلك أدوات القتل والتدمير التي تنعكس وبالاً على الأبرياء وهذا هو الشر المستطير الذي نرفضه جميعاً ويرفضه كل إنسان يحب الحياة، وختاماً نقول يا مرحباً بالتملك الذي ينشر الخير والفائدة لبني البشر ويسعد الآخرين ففي هذه الحالة مشروع ويجب تشجيعه في كل زمان ومكان.
جمال الشيخ بكري