أحمد لـ « الثورة»: المشهد الشعري بخير على الرغم من كلّ الظروف البائسة.. والتفاعل والتلاقي والاستماع لجميع التجارب ضروري
الثورة _ عمار النعمة:
توفيق أحمد شاعر سوري عتيق، كتب على مدى سنوات بعيدة في ميدان الأدب والشعر فكان له مكانة مرموقة بين زملائه الأدباء، عشق الشعر منذ نعومة أظفاره ولم تزده السنون إلا ألقاً وعطاء، في كل مرة يبحر بها نقف عند منتجه وأشعاره ودراساته المتميزة فيأسرنا معجبين بما قدم .. كتب عن الوطن والحب والمرأة والإنسان، لم تغيّبه المناصب الإدارية عن الخوض في غمار الأدب بل ظل مدافعاً شرساً عنه، فتشابكت الحالتان مع بعضهما فكانت رحلة العطاء على المستوى الإداري والثقافي.
صحيفة الثورة التقته فكان الحوار التالي؟
ما هو جديدك؟ بخصوص كتاب الدراسات الذي تمت طباعتهُ في بغداد؟
تمت طباعة الكتاب في الشهر الحادي عشر من هذا العام 2023 وتَمَّ عَرْضُ نُسَخِهِ المطبوعة في معرض اتحاد أدباء العراق الذي أقيم في مبنى الاتحاد في بغداد من 2 إلى 8/12/2023 وتم نفاد جميع النسخ المطبوعة.. عنوان الكتاب (فارس وتخوم) ويتضمن دراسات نقدية وآراء وشهادات في تجربة الشاعر توفيق أحمد، وهو من إعداد وتنسيق: مرهف زينو وعمر جمعة.. وتنسيق وإعادة تصنيف الأستاذ الدكتور هائل محمد الطالب والشاعر أوس أحمد أسعد.
كما أنني أنتظر خلال شهر على الأكثر طباعة خمسمئة نسخة من هذا الكتاب في إحدى مطابع دمشق، يتضمن الكتاب دراسة لأكثر من سبعين ناقداً وكاتباً وشاعراً من سورية والوطن العربي، وقد تناولت الدراسات أغلب الموضوعات التي تُعنى بالشعر، وأعطيك بعض الأمثلة: المُضمَر الأنثروبولوجي ـ المعمار الفنّي ـ الشعر وأنماطُهُ ـ خطاب العشق بين مكابدات العاشق والفعل السردي ـ شرعية التضادّ ـ المكوِّن الدرامي في الشعر ـ بُنْيَةُ المغايرة ـ الأَمارات الشعرية ـ شعريةُ الأشياء ـ الإخوانيات والصديق والمعشوق ـ الرؤيا الجمالية ـ الصورة الشعرية ـ النزوع إلى تأبيد المكان ـ توفيق أحمد والحبق مقاربات سيميائية ـ الرغبة في استنطاق الأشياء ـ بين الشكل التقليدي والرؤى الشعرية الحديثة ـ قراءات أنطولوجية ما وراء الغياب في شعر توفيق أحمد ـ أيقونات العشق والقيم.. وعناوين أخرى كثيرة.. وأقصد من سَرْد بعض عناوين الكتاب أنّه أَصْبَحَ مرجعاً نقدياً لطلاب الجامعات وطلاب الماجستير والدكتوراه في الأدب واللغة العربية.. ويستطيعون الاتكاء على مضامينه في بحوثهم ودراساتهم وحلقات بحثهم.
تجربتك الشعرية غنية حسب الكثيرين، هل نالت النقد الذي تستحق؟..
لقد كُتب عن تجربتي الشعرية حتى الآن خمسة كتب نقدية، علماً أن عمر تجربتي يقارب الخمسين عاماً، وقد كَتَبْتُ كُلَّ الأشكال ونذرت روحي وحياتي لرسالة الشِّعْر…
أتمنى أن يتم إنصاف جميع التجارب التي حققت حضورها على الساحة الشعرية السورية وأعتقد أنه يكفينا ويكفي النقاد ما تم دراسته من شعر قديم عمره آلاف السنين، وأعتقد أنه لم يعد ملائماً لما حصل من تطورات في الحياة الشعرية والمعرفية والاجتماعية وغيرها.
هل المشهد الشعري بخير؟ وماذا عن تجربة اتحاد الكتاب العرب مع الشعراء الشباب، هل نالت دَعْمَكم؟
المشهد الشعري بخير على الرغم من كلّ الظروف البائسة وهذا يدلّ على إيمان الجميع بالرسالة النبيلة للفكر والأدب في مختلف الظروف.
واتحاد الكتاب العرب له تجربة بديعة في احتواء الشعراء الشباب وكل الشباب الذين يكتبون في كل صنوف المعرفة قد تم إعطاء أكثر من ألف شخص من الطلاب في جميع محافظات سورية بطاقات باسم (صديق اتحاد الكتاب العرب فرع كذا) وهناك متخصصون في فروعنا في المحافظات بالتواصل الدائم والدافئ مع الشباب.
ما رأيك بالمهرجانات الشعرية؟ هل تحقق هدفها؟
نعم تُحقق كثيراً من أهدافها، التفاعل والتلاقي والاستماع لجميع التجارب ضروري وهذا يحقق أبعاداً نفسيةً واجتماعيةً ومهنيّةً ومن الضروري أَنْ نساعد في تحقيق هذه الأهداف.. وإذا كان هناك بعض السلبيات فالأمر طبيعي.. وهنا أتحدث عن المهرجانات داخل سورية.