الثورة _ لميس عودة:
في ظل تفاقم الكارثة الصحية والإنسانية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل، وتدميره كل مقومات الحية في القطاع المنكوب، أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يوصف، مشيرا إلى أن توزيع المساعدات يتوقَّع أن يواجه عقبات يصعب تجاوزها تقريباً، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي في جنيف، “ينتظر الناس مدى ساعات في طوابير ليحصلوا على كمية صغيرة من الماء التي قد تكون ملوّثة، أو الخبز الذي لا يُعدّ مغذياً جداً إذا تم تناوله وحده”.
وأشار إلى أن “15 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي”، مضيفا أن “النقص في مياه الشرب والمرافق الصحية والظروف المعيشية المزرية أوجدت بيئة مثالية لانتشار الأمراض”.
وكرّر الدعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار أو أقلّه إنشاء طرق إنسانية آمنة، تتيح توزيع المساعدات على نطاق أوسع في الأراضي الفلسطينية”.
وقال إن “إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يزال ينطوي على تحديات يصعب تبديدها، فالقيود المشددة على التحرّك بسبب القصف ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات، تمنع منظمة الصحة العالمية وشركاءها من الوصول إلى ما يحتاجون إليه”.
وفي سياق متصل، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن رفض الاحتلال الإسرائيلي المتكرر السماح لفرق الإغاثة الأممية بتقديم الإغاثة الإنسانية الضرورية داخل غزة، أدى فعلياً إلى حرمان خمس مستشفيات في شمال القطاع من الحصول على الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة.
وأفاد مكتب أوتشا برفض طلبات الوصول إلى مستودع الأدوية المركزي في مدينة غزة ومستشفى العودة في جباليا، للمرة الخامسة منذ 26 كانون الأول.
وفي الوقت نفسه، فإن استمرار رفض توصيل الوقود إلى مرافق المياه والصرف الصحي يترك عشرات الآلاف من الأشخاص دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة ويزيد من خطر فيضان مياه الصرف الصحي، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتشار الأمراض المعدية، وفقا لآخر تحديث لمكتب “أوتشا” حول تأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي سياق مواز أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً باولا بيتانكور أن قطاع غزة تحول إلى مكان غير صالح للعيش، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقالت بيتانكور في حديث لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية: “إن “إسرائيل” تسعى إلى تغيير تركيبة قطاع غزة بشكل دائم من خلال إصدارها أوامر الإخلاء المتزايدة باستمرار، ومن خلال الهجمات واسعة النطاق والممنهجة على المدنيين وعلى البنية التحتية المدنية”.
وأشارت بيتانكور في هذا السياق إلى “تدمير البنية التحتية المدنية للقطاع وتدمير المنازل والمرافق وعدم إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية”، لافتة إلى أنه ولإجراء تقييم لإعادة الإعمار على الأرض “يجب السماح للأمم المتحدة بالوصول الكامل وغير الخاضع للرقابة إلى المناطق المتضررة”.
التالي