الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
شهد عام 2023 سلسلة من النقاط البارزة والإنجازات في الدبلوماسية الصينية، ومن المتوقع أن تعمل دبلوماسية الصين مع الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية على ضخ المزيد من الاستقرار في عام 2024، في حين أن عدم اليقين في الدبلوماسية الأمريكية يثير قلق العالم بشكل متزايد.
وقد ألقى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية وانغ يي كلمة في حفل افتتاح ندوة حول الوضع الدولي والدبلوماسية الصينية في عام 2023. ووصف وانغ في خطابه عام 2023 بأنه “عام” الاستكشاف والحصاد للدبلوماسية الصينية.”
كان عام 2023 عاماً حاسماً بالنسبة للدبلوماسية الصينية، التي تقدمت بشكل مطرد وعملي.
وإذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أن الدبلوماسية الصينية حققت بعض الإنجازات الملحوظة في مجالات جديدة، وعلى وجه الخصوص، باعتبارها عضواً في الجنوب العالمي، عززت الصين التنسيق الوثيق مع الدول النامية الأخرى، بدءاً من التوسط في التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران، وعقد أول قمة على الإطلاق بين الصين وآسيا الوسطى، إلى الدفع بنجاح من أجل التوسع التاريخي لدول الجنوب العالمي، البريكس.
وبالإضافة إلى ذلك، حصدت الصين أيضاً ثمار بذور التنمية السلمية التي زرعتها منذ سنوات، فقد دخلت مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين ومفهوم “مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك” عامهما العاشر في العام الماضي منذ اقتراحهما ودخلتا مرحلة جديدة من التنمية على أساس البناء المطرد.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الكبرى الأخرى واللاعبين العالميين، في ظل التوجيه الاستراتيجي لدبلوماسية رؤساء الدول، واصلت الصين في عام 2023 رؤية تعميق العلاقات مع روسيا، في حين تحركت علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا نحو الاستقرار.
ومن ناحية أخرى، تركز دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية على كيفية فهم الصين لمهامها الدبلوماسية باعتبارها دولة كبرى.
وبعبارة أخرى، تعتقد البلاد أن الدولة الكبرى تحتاج إلى تحمل المزيد من المسؤوليات في الشؤون العالمية، وليس الكفاح من أجل المزيد من الفوائد لنفسها أو التنمر على الدول الأخرى.
وأثناء تنفيذها، ظلت دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية تتكيف مع التغيرات في الوضع الدولي وتقدم مساهمات للعالم. وبسبب وجود مثل هذه “التعديلات المستمرة” على وجه التحديد، يُعتقد أن دبلوماسية الصين ستحقق الاستقرار في عام 2024 وستستمر في المساهمة في السلام والاستقرار والازدهار في العالم.
ووفقاً لتسوي هونغ جيان، الأستاذ في أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية، فإنه يمكن للدبلوماسية الصينية أن تفعل أشياء كثيرة في عام 2024.
ومع دخول الصراعات في أوكرانيا وقطاع غزة فترة حرجة هذا العام، يمكن للصين تقديم المزيد من المقترحات الملموسة على أساس موقفها المتمثل في تعزيز وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أيضاً أن تدفع من أجل التعاون مع اللاعبين العالميين الرئيسيين الآخرين على أساس علاقات مستقرة وأن تظهر مجالاً أكبر للمناورة مع جيرانها والدول النامية الأخرى.
وعلى النقيض من الإنجازات الدبلوماسية البارزة التي حققتها الصين، فإن الدبلوماسية الأمريكية في العام الماضي لم تبد أضعف على نحو متزايد بسبب القيود التي تفرضها القضايا الداخلية فحسب، بل حافظت أيضاً على موقفها المتمثل في السعي للاستفادة من الفوضى والتوترات.
وفي مواجهة صعود الصين، وصل الاحتواء الأمريكي إلى ذروة جديدة في عام 2023، بدءاً من تحريض الفلبين ضد الصين بشأن نزاعات بحر الصين الجنوبي، وتعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية واليابان لمواجهة “التحديات القادمة من الصين”، إلى بناء نظام اقتصادي جديد.
فضلاً عن ذلك، وبعد تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في تشرين الأول الماضي، وقفت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً ضد المجتمع الدولي الذي يسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ومن خلال التغاضي عن استمرار الحرب، فإنها لا تملك أدنى شعور بالمسؤولية كقوة عالمية، بل تظهر فقط “التحيز” و”المعايير المزدوجة”.
وانطلاقاً من الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، فإن الدبلوماسية الأميركية ستصبح أكثر إثارة للقلق بالنسبة للمجتمع الدولي هذا العام.
ويعتقد الخبراء أنه قد يكون من الصعب أو حتى من المستحيل أن تقوم واشنطن بأي تحرك دبلوماسي قوي، حيث أن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في وقت لاحق من هذا العام سوف تهيمن على السياسة الأمريكية طوال العام وتؤثر على الخيار الدبلوماسي لواشنطن.
ومع ذلك، وبما أن المسار الذي ستتخذه البلاد بعد هذه الانتخابات لا يزال غير مؤكد، فإن الدبلوماسية الأمريكية كانت وستظل عاملاً مزعزعاً للاستقرار في كيفية تطور العالم في المستقبل المنظور.
المصدر – غلوبال تايمز