حقوق الإنسان نظرية وتطبيقاً.. وتنوير المتباهين بأسبقية الغرب!

ا. د. جورج جبور:
من المناسب العمل لإنجاز مهمة دعوت إليها في 21 كانون ثاني 1993.
للخوضِ في التاريخ القديم مطباته ولكن من المؤكد أن قانون حمورابي تضمن أهم مبادئ حقوق الإنسان.
ولا ريب أن الديانات التوحيدية الثلاث ومكانها البلاد العربية مترعة بمبادئ حقوق الإنسان.
وهكذا فإن المتباهين بسبق الغرب في حقوق الإنسان كنظرية لايقوم تباهيهم على أساس صلد.
احترام حقوق الإنسان أمر كانت بلادنا الأولى في التبشير فيه. وبالطبع نعرف جميعاً أمرين معاً. الأول: أن انتهاك الحقوق هنا وهناك حقيقة ثابتة. والثاني: أن مستوى انتهاك حقوق الإنسان في الغرب أدنى من مستواه في بلاد العالم الثالث.
أما أسباب تدني المستوى عندنا فعديدة لا ريب في أن الغرب مسؤول عن كثير منها.
آتي الآن إلى المهمة التي أشرت إليها في عنوان هذه الكلمات. ما هي؟
في مقال نشرته جريدة الثورة الدمشقية يوم 21 كانون الثاني 1993 طالبت مؤتمر فيينا الدولي لحقوق الإنسان وكان موعد عقده صيف ذلك العام بأن يأخذ علماً أن من الممكن اعتبار حلف الفضول أول هيئة عرفها العالم لتنظيم الدفاع عن حقوق الإنسان. هو عقد أواخر القرن السادس الميلادي في مكة وامتدحه رسول الله محمد بن عبد الله في حديث نبوي شريف ثابت الصحة على حد ما أعلم مما هو متداول.
تساءلت في المقال: لماذا لا يتسع ما سيصدر عن المؤتمر لذكرِ حلف الفضول وقد اتسعت بيانات كثيرة صادرة عن الأمم المتحدة لذكرِ الماغنا كارتا ولذكر إعلان حقوق الإنسان والمواطن؟
لم يتسع للحلف الذي دعي بأشرف حلف كان قط لم يتسع له ما صدر في فيينا عام 1993. وبعد (هياط ومياط) ومطالبات مني عديدة إلى كل من شغل منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان منذ 1994 وبعد شفاعة تخبرني أنه قام بها الأخ آدم الإفريقي الذي شغل لاحقاً مهمة المنسق العام للأمم المتحدة في دمشق.
اتسع بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان لبضع كلمات إيجابية عن الحلف.
كان ذلك في 10 كانون أول 2007.. لن أقول الآن إن ما ذكر عن الحلف من قبل المفوضية السامية ليس كافياً. ولن أقول أنه من الممكن تفسير ما صدر على أنه يتضمن انتقاصاً قد لايكون مقصوداً يوحي بتفضيل البيان الجاهلية على الإسلام في محال للاهتمام لحقوق الإنسان.
أقول قولاً واحداً دقيقاً. لنعد إلى مقال 21 كانون ثاني 1993 في جريدة الثورة الدمشقية ولنتابع ما نادى به.. تحل الذكرى الـ 31 لذلك المقال بعد أيام وافتخر بأنني مطلق دعوة سمعها العالم.. لكن الفخر ليس هو المطلوب اليوم وغداً. المطلوب إشهار عالمي لفكرة أن أول هيئة لتنظيم الدفاع عن حقوق الإنسان كانت عربية.
وثمة مطلوب ثانٍ .. مَن مِن القراء بل ومن الحكومات العربية يعرف أن لدينا يوماً عربياً لحقوق الإنسان موعده 16 آذار من كل عام؟.

*دمشق مساء الاثنين 15 كانون ثاني 2024.

آخر الأخبار
"الخوذ البيضاء" وشعار "ومن أحياها": قصة أبطال لا يعرفون المستحيل لأنها سوريا استبدال العملة السورية بين التوقيت والتكاليف اليد اليمنى لأسماء الأسد تجعل القانون مسخرة وتفرض استبدادها  سرقة مكشوفة واستبداد واضح في اغتصاب... صناعتنا الدوائية.. توقعات بإنتاجية عالية وجودة متقدمة يفتح آفاقاً تعليمية جديدة... رفع العقوبات فرصة لرفد التعليم بالتطعيم المتطور  سرقة الكابلات تتسبب في انقطاع الكهرباء والمياه بضاحية الشام  الإعلان قريباً عن تأهيل وصيانة محطة التحلية في العتيبة باحثون عن الأمل بين الدمار.. إدلب: إرادة التعلم والبناء تنتصر على أنقاض الحرب  إعلان بغداد: الحفاظ على أمن واستقرار سوريا واحترام خيارات شعبها للمرة الأولى.. انتخابات غرفة سياحة اللاذقية ديمقراطية "الاتصالات " ترفع مستوى التنسيق  مع وسائل الإعلام لتعزيز المصداقية مياه " دمشق وريفها: لا صحة للفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة  "موتكس" يعود كواجهة لمنتج النسيج السوري إطلاق الوكالة الأولى للسيارات الكهربائية بسوريا وتوريد أول 500 سيارة  ورشة العدالة الانتقالية توصي بتشكيل هيئة ومعاقبة المتورطين بالجرائم  "بطاطا من رحم الأرض السورية"..  مشروع وطني يعيد تشكيل الأمن الغذائي   مشاركون في قمة بغداد: مواصلة دعم سوريا ورفض أي اعتداءات  الوزير الشعار "يطمئن" على معمل الليرمون  بعثة طبية لـ"سامز" تستهدف عدة مستشفيات في سوريا