تراهم في مداخل الأبنية، يعبثون بخرداوات لصنع أسلحة ألعابهم، وتعلو أصواتهم حماسة في لعبتهم المفضلة (كرة القدم أو الغميضة) غير مبالين ببرد قارس ولاجو ماطر مستمتعين بعطلة انتصافية بعد عناء الفحص وإرهاق الامتحانات.
الكثير من العائلات بسبب عجزها في ظل إمكانياتها المحدودة أو المعدومة فيما يخص واجب الترفيه والاستجمام للأبناء، تسمح لهم بالخروج للعب مع أولاد الجيران والأصدقاء في الأزقة والحارات والساحات والطرقات وعلى الأسطح، يطاردهم البعض بالتهديد والوعيد والسب والشتم ويبعدهم البعض الآخر من مكان لآخر.
من المؤكد أن أماكن اللعب هذه للأبناء غير آمنة، وربما خطرة، ولكن في ظل انعدام وسائل ترفيهية وكلفتها المرتفعة- في حال وجودها- تبقى الحل الوحيد أمام الآباء لتخفيف الضغط النفسي على أبنائهم، يشعرون بأن حقهم مهضوم في التسلية واللهو والترفيه، ولا ينالون كما أقرانهم ما يرغبون فيه وهم عاجزون عن مسايرتهم أو اللحاق بهم فيشعرون بالضآلة والإحباط.
أمام هذه المعادلة الصعبة يقترح بعض الآباء فتح المدارس أبوابها خلال العطل وخاصة في الصيف كمكان آمن للتسلية والفائدة ليس فقط للتعليم والتربية، وذلك من خلال تفعيل أنشطة مختلفة وورشات عمل هي امتداد لفعاليات منظمة طلائع البعث وبإشراف اختصاصيين تربويين ومرشدين نفسيين.
توصية أسرية، نتمنى أن تلقى القبول والاستجابة لمن يهمهم الأمر.