ما بين إعلان وزير الداخلية أنس خطاب عبر حسابه على منصة “إكس” عن إزالة دفعة جديدة من إجراءات منع السفر من قواعد بيانات الهجرة والجوازات؛ بهدف التخفيف عن المواطنين وتسهيل حركة سفرهم، وتصريح المتحدث باسم الداخلية نور الدين البابا بأن الوزارة تعاملت منذ فبراير مع 8 ملايين حالة من سفر، وأن العمل جارٍ على تنقية بيانات ملايين السوريين الممنوعين من مغادرة البلاد؛ ما بين التصريحين خطت وزارة الداخلية خطوة كبيرة باتجاه رفع الظلم عن الناس وكسب الثقة بدورها وبما تقوم به.
خطوة وزارة الداخلية مهمة لتعزيز مصداقيتها، التي تبدو واضحةً في كثير من القضايا، ولا سيما المرورية، على أمل أن تتعزز في تعامل مقراتها المنتشرة على كامل الجغرافيا مع العامة بشكل يزيد من الثقة ويعزز المؤسسة.
ما قامت به وزارة الداخلية حتى اليوم يجب أن ينتقل إلى وزارة الدفاع لإيجاد تعاون مشترك فيه معالجة قضايا عامة، ولا سيما موضوع منح البطاقات الشخصية لشريحة كبيرة أجرت تسوية وضعها منذ التحرير، ولا يوجد مبرر واحد لتركها كل هذه الفترة بدون بطاقات شخصية. فمثلاً: طلاب الكليات الحربية والجوية والفنية والبحرية وأكاديمية الهندسة العسكرية وإدارة الخدمات الطبية وغيرها من المنشآت التعليمية، هؤلاء طلاب أعدادهم كبيرة – كانوا في منشآت تعليمية، ومن كل المكونات والجغرافيا، ولم يشاركوا في أي أعمال لا عسكرية ولا مدنية، فما مبرر بقاء عشرات آلاف الشباب محرومين من متابعة حياتهم في الجامعات، أو السفر، أو العمل، أو التنقل بحرية دون خوف؟
الأمر يمتد إلى شرائح أخرى ممن تخرجوا قبلهم بعدة سنوات، ولم يشاركوا كذلك لا في قتال ولا غيره، وهناك أعداد كبيرة من أطباء المستشفيات والكادر التمريضي والفنيين.
ملف العاملين المدنيين الذين كانوا يعملون في مؤسسات تابعة لوزارة الدفاع، وكثير منها مؤسسات إنتاجية وخدمية، فما ذنبهم حتى اليوم كي يُبعدوا عن العمل دون راتب؟ والأمر ينسحب على كل شخص أجرى تسوية ولم تتلطخ يداه بالدماء.
ما قامت به وزارة الداخلية لا يعزز الثقة بالوزارة ويعطيها المصداقية فقط، وإنما يعزز الثقة بالدولة والمؤسسات، ويؤسس لمزيد من الأمن والاستقرار وبناء الدولة.
طبعاً الملفات كثيرة، وأكثرها إلحاحاً موضوع رواتب المتقاعدين العسكريين بعد 2011.
المصداقية خطوات على الأرض، والعفو إعطاء للحقوق وليس فقط رفعاً للتهم، وما بين العفو والمصداقية تأخذ المؤسسات دورها وتتشكل الدولة القوية الحاضنة للجميع، وهذا ما يتطلع إليه الشارع السوري اليوم قبل أيام من الذكرى الأولى للتحرير.