الثورة – حلب – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
الواقع الإنتاجي والصناعي في محافظة حلب والدور المنوط بالوزارات والجهات المعنية لإعادة حلب إلى ألقها الصناعي، كان العنوان الأبرز للوفد الوزاري المكلف بزيارة حلب، بغية إعداد رؤية متكاملة تتضمن الإجراءات والخطوات المطلوب القيام بها لتعود حلب تدريجياً مركزاً متميزاً للصناعة الوطنية.
ويضم الوفد كلاً من وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل، والمالية الدكتور كنان ياغي، والصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار.
واستهل الوفد زيارته إلى حلب بلقاء مفتوح مع مجلس إدارة غرفة الصناعة والمدينة الصناعية في الشيخ نجار ومديرية الصناعة وحشد من الصناعيين، تركزت خلاله مداخلات الصناعيين حول الآثار السلبية لرفع أسعار حوامل الطاقة، آخرها رفع سعر الكيلو الواط الساعي الكهربائي إلى أكثر من الضعف، وارتفاع أجور النقل الداخلي والخارجي على جميع الصناعات، وضرورة التنسيق مع الفعاليات الصناعية قبل إصدار القرارات أو التعاميم، إلى جانب الضغوطات والمصاعب المتعلقة بالتشوهات الجمركية لبعض المواد مثل “البوي والصاج” والاستعلام الضريبي والمنصة الخاصة بتمويل المستوردات، وما ينجم عن هذه العوامل من تأثير على العمل والإنتاج بالمقام الأول.
مطالب صناعية
وطالب عدد من الصناعيين بتسهيل عمليات التصدير، وسرعة استيراد المواد الأولية الداخلة في مستلزمات الإنتاج للعديد من الصناعات، مشيرين إلى ضرورة إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الصناعيين والجهات الحكومية للتواصل السريع وحل المشكلات العالقة، في حين تناولت بعض المداخلات واقع الصناعات الغذائية، والدوائية، والأهم النسيجية منها، والالكترونية وتراجع الإنتاج فيها في ظل غياب المحفزات والتشجيع للمنافسة، أسوة ببلدان الجوار وإيجاد حلول سريعة لمسألة القطع التبديلية وخطوط الإنتاج، وإقامة مدينة للمعارض بحلب نظراً لأهميتها من مختلف الجوانب، وتوسيع الخطوط الهاتفية وتأمين خدمة الانترنت في المنطقة وتشغيل محطة الوقود، والتأكيد على إصلاح بقية المحطات الكهربائية الموجودة في المدينة الصناعية بهدف تغذية المعامل الجديدة، وتأمين القمح القاسي للصناعات الغذائية، وزيادة سحب المبالغ من البنوك والسماح باستيراد مادة البلور، والمطالبة بتوفير البنى التحتية المناسبة والمياه، وتأمين وسائل النقل الجماعي اللازمة لنقل العمال من وإلى المدينة الصناعية، وتزفيت الطرقات الواصلة إلى المدينة الصناعية في الشيخ نجار وتفعيل النقطة الطبية فيها.
تحفيز النشاط الصناعي
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أشار إلى ضرورة الوصول إلى إعداد مذكرة تفصيلية تتضمن واقع المدينة الصناعية، وكل ما يتعلق باحتياجاتها الأساسية لدراستها واتخاذ القرارات اللازمة حيالها.
الدكتور الخليل وفي تصريح إعلامي بعد اللقاء أوضح أهمية وجود الوفد الوزاري المعني بالشأن الصناعي بحلب، بتكليف من الحكومة، بعد أن نال هذا القطاع حيزاً واسعاً من النقاشات والاجتماعات، أخرها اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وقال: حضرنا إلى حلب اليوم، نظراً للأهمية الكبيرة لحلب على مستوى القطاع الصناعي في سورية، كمركز مهم جداً ورغبة من الحكومة بإعادة تحفيز النشاط الصناعي بحلب، بعد كل ما تعرضت له سورية حقيقة من مشكلات متراكمة على مدار العقد الأخير، وكذلك بعض المشكلات الناجمة عن الوضع الاقتصادي والسياسات الاقتصادية القائمة منذ عقود طويلة، فضلاً عن ظروف الحرب والحصار المفروض على سورية، تزامناً مع وضع الاقتصاد العالمي، كل ذلك أثر بشكل مباشر وغير مباشر على وضع الاقتصاد السوري وعلى واقع الصناعة في سورية، الأمر الذي فرض نوعا من التراجع في عدد من القطاعات وبنسب متفاوتة نتيجة هذه الظروف والتراكمات.
ولفت وزير الاقتصاد إلى أن لقاء مهما وبسقف مفتوح تناول مختلف هواجس الصناعة بحلب، ليتبين أن هناك بعض المشكلات المشتركة على مستوى جميع الصناعات في المحافظات، وأن هناك صعوبات موجودة بحلب، لما تعرضت له من أضرار أكبر نتيجة الحرب الإرهابية، وكذلك الظروف التي مرت بها سورية خلال سنوات الحرب.
وأكد أن كل ما طرح مهم وكبير، حيث كان التركيز على ما تعرضت له المدينة الصناعية في الشيخ نجار والمناطق الصناعية بحلب واحتياجاتها على مستوى البنى التحتية والمشكلات العامة التي تلامس القطاع الصناعي بشكل سلبي، والتي هي بحاجة إلى نقاش وحوار، مع العلم أن هناك قضايا يمكن العمل على معالجتها وبعضها بدأنا العمل عليها كحكومة، في حين هناك جزء منها في طور إعداد المعالجة، فضلاً عن المشكلات والصعوبات التي ربما يحول الوضع الاقتصادي من دون أن يتم حلها بشكل كامل.
وبين وزير الاقتصاد في ختام تصريحه أنه بالرغم من الصعوبات، نرى أن هناك قصص نجاح وإصرار كبير من الصناعيين على الاستمرار بالعمل وتطويره، وهذا ليس غريباً على حلب، لنبقى مستمرين يداً بيد مع القطاع الخاص لما فيه خير للطرفين.
خطوات جادة
بدوره رئيس غرفة الصناعة بحلب المهندس فارس الشهابي أكد بداية أن الصناعة بحلب في مأزق، ولا تحتضر أبداً لأن الصناعة بحلب عمرها “٥” آلاف عام، ونقول إنها في مأزق، لأسباب داخلية وخارجية، الخارجية منها باتت معروفة منها الحصار والعقوبات وسواها، ومنها الداخلية التي عبر عنها الصناعيون بقلوبهم، ولأنهم جزء من الحكومة، يضيف رئيس الغرفة أنه من لم يغادر طيلة سنوات الحرب وفي أحلك الظروف، نقول: إنه ليس من السهل الآن أن يغادر أي صناعي، لذلك استمعنا إلى همومهم وآلامهم، التي تلخصت بقولهم أن هذا العام هو أسوأ عام يمر عليهم.
وأضاف أن الغرفة قدمت مصفوفة عمل متكاملة منذ العام ٢٠١٨، تحمل خارطة حل متكاملة لمختلف المفاصل الحكومية المتعلقة بالعمل الصناعي، أهمها لم ينفذ، على الرغم من التحديث الطارئ على المصفوفة كل عام.
ورأى الشهابي أن الاجتماعات لم تعد تلبي الغاية منها، لكن بعد لقاء اليوم مع الوفد الحكومي لمسنا أن هناك خطوات جادة لحل مختلف المشكلات التي تعترض الصناعيين بحلب، ونحن على ثقة أن الدولة والحكومة ستحل مشكلاتنا، خاصة بعد الوعد الذي قطعه الوفد الوزاري الذي يزور حلب لهذه الغاية بالذات، وأن هناك قرارات مهمة سترى النور قريباً، والتي سنبقى نأمل ونعمل من أجل أن تترجم سريعاً على أرض الواقع.
حضر اللقاء محافظ حلب حسين دياب، وعضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ربيع النبهان، وعضو المكتب التنفيذي بالمحافظة المهندس محمد فياض، ورئيس اتحاد غرف الصناعة السورية محمد غزوان المصري، ومدير المدينة الصناعية في الشيخ نجار المهندس حازم عجان، ورئيس غرفة التجارة عامر حموي، وحشد من المعنيين.