الثورة – ترجمة رشا غانم:
بوصفها أكبر بلد نامٍ في العالم، لدى الصين رؤية عالمية وشعور قوي بالمسؤولية عن التنمية الاقتصادية العالمية والسلام العالمي، فلطالما دعت الصين إلى التعاون مع جميع البلدان على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، وهذا يفسر لماذا يمكن للصين أن تكون شريكاً تجارياً وتعاونياً رئيسياً لدول حول العالم، سواء أكانت في آسيا أو الأمريكتين أو أوروبا أو إفريقيا أو منطقة القطب الشمالي.
كما أنها تدعو بقوة إلى الحوار والمفاوضات لحل الخلافات والنزاعات، وتعتقد أن التنمية هي العلاج الأساسي لعالم اليوم المتصدع وسعياً إلى تحقيق السلام والرفاه على الصعيد العالمي، حددت مسارات لبناء مجتمع عالمي له مستقبل مشترك، وطرحت مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.
ومثل أي شيء جديد، واجهت رؤيتها مقاومة من أولئك الذين يخشون أن يفقدوا جبنهم، حيث تم عرض العقلية الراسخة والرجعية- والتي تعتبر فقدان “الرجل الأبيض” للامتياز والمكانة على أنه “الرعب”- مرة أخرى في حلقة نقاش في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، حيث اتهم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الصين قائلاً:” إنه لم يكن الناتو هو الذي ينتقل إلى آسيا، وبدلاً من ذلك كانت الصين هي التي تتجه نحو الناتو”، مدعياً أن وجود الصين في إفريقيا والقطب الشمالي يمثل تهديداً لدول الناتو.
من السخف أن يصف الأمين العام المتشدد للتحالف التوسعي العدواني عبر الأطلسي ما تفعله الصين في إفريقيا والقطب الشمالي بأنه تهديد لدول الناتو وجزء من جهود البلاد للسيطرة على البنية التحتية الحيوية، لطالما كانت الصين دولة رئيسية لها علاقات ودية وتعاونية مع دول إفريقيا والقطب الشمالي.
وإذا كان من الممكن اعتبار ما تفعله الصين في إفريقيا تهديداً لحلف الناتو، فيجب أن يكون ذلك لأن الناتو، الذي اعتاد أعضاؤه الرئيسيون أن يكونوا السادة الاستعماريين للدول الإفريقية، لا يزال ينوي السيطرة على البلدان الإفريقية واستغلالها، وأي شخص رأى بأم عينيه ما تفعله الصين في البلدان الإفريقية سيعرف أنها تساعدهم في بنيتهم التحتية وقدراتهم على الرعاية الصحية وتعليمهم وتنميتهم الاقتصادية بشكل عام.
في غضون ذلك، تشارك الصين منذ فترة طويلة في شؤون القطب الشمالي، ففي عام 1925، انضمت الصين إلى معاهدة سبيتسبيرغن وواصلت توسيع نطاق أنشطتها منذ ذلك الحين، مع إعطاء الأولوية للبحث العلمي وحماية البيئة والاستخدام الرشيد للموارد.
هذا وتعكس إثارة الذعر التي يقوم بها ستولتنبرغ، حقيقة أن الصين ليست هي التي تشكل تهديداً لأعضاء الناتو، ولكن الناتو، الذي يشكل في مساره الحالي، تهديداً للصين، لا شك أن ستولتنبرغ يدرك أن الصين لم تغزو أبداً أي دولة، ولم تشارك في صراع عسكري مع أي دولة في العقود العديدة الماضية، ودعت إلى إجراء حوارات ومفاوضات مع الدول المجاورة لتسوية النزاعات الإقليمية، وأكدت مراراً وتكراراً أنها لا تسعى إلى الهيمنة أو الانخراط في منافسة جيوسياسية، ويجب أن يتوقف الناتو عن كونه رجعياً وأن يتغير بما يتماشى مع العصر.
المصدر – تشاينا ديلي