رفاه الدروبي
لم تسلم أبواب القدس ذات الحجارة المُقتبسة من الإنجيل والقرآن من أذى «العدو الصهيوني»، فنسمعها تُنادي وتستغيث بلغة الضاد لدحر الاحتلال عنها، منها: بابٌ يطلُّ على مقبرة الرحمة حيث مدافن الصحابة والشهداء.
الباحثة الدكتورة نجلاء الخضراء أشارت إلى أنَّ «الكيان الصهيوني» ضمَّ باب الرحمة ليكون تحت سيطرته، مُدَّعياً أنَّ الباب المزدوج من أبواب معبدهم المزعوم ولم تتمكَّن «الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي» على الرغم من تجنيد العشرات من علماء الآثار الإسرائيليين والمؤرِّخين ودعم الدول الأوروبية، من العثور على الأثر الحقيقي لهيكل أو تراث عبري أو إثبات رواية من رواياتهم.
وبيَّنت الدكتورة الخضراء أنَّه بابٌ ضخمٌ يقع في الجهة الشرقيَّة من سور مدينة القدس القديمة، ويبعد سور المسجد الأقصى مئتي متر عن باب الأسباط. ويعود إلى عهد الخليفة مروان بن عبد الملك، وهو باب مزدوج ارتفاعه 11.5 م يتألف من بوَّابتين مُدمجتين بينهما عامود من الحجر تؤدِّيان إلى غرفتين مقبَّبتين واسعتين مسقوفتين بعقود ترتكز على أقواس قائمة فوق أعمدة كورنثيَّة، ينزل إليها بدرج يوصل لساحات الأقصى مباشرة، أطلق على البوَّابة الخارجيَّة جنوباً اسم باب الرحمة، وعلى البوَّابة الداخليَّة شمالاً باب التوبة، لتكوّن كلُّ العناصر المزدوجة مبنى عريقاً جداً, ويعتبر باب الرحمة من أقدم أبواب المسجد الأقصى.
كما لفتت إلى أنَّه حمل زخارف وثَّقت ازدهار الفن المعماري الأموي الإسلامي وعراقته فكان أشبه بلوحة فنية فائقة الجمال.
أطلق على الباب أسماء كثيرة فسُمِّي باب الرحمة وباب التوبة، وباب توما، والبوَّابة الأبديَّة، وباب القضاء، والبوَّابة الزهريَّة.
ويُروِّج الاحتلال أنَّ باني الباب الملك سليمان، في محاولة للاستيلاء عليه وتحويل منطقته لكنيس يهودي، إلا أنَّ حفريات التنقيب أثبتت أنَّ البناء عربي إسلامي وأكَّدت عدم العثور على أيِّ أثر لوجود يهودي فيه، ما جعله يلجأ للقوَّة والسلاح لتنفيذ مخططاته، وافق آخرها اليوم 97 لمعركة «طوفان الأقصى» في غزَّة، إذ قام بالاعتداء على المصلِّين ومنعهم من أداء صلاة الجمعة هناك.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي الاستهداف والاقتحامات المتكرِّرة، مُؤكِّدةً أنَّ مصلى باب الرحمة يُعتبر جزءاً أصيلاً من المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144دونماً، وأنَّ الاعتداء عليه اعتداء على المقدَّسات العربية والإسلامية.