رنا بدري سلوم
قد تترك مشاهد الحروب في عقل الطفل شيئاً من الخوف والتساؤلات، وقد تكون القصص والرسوم والمحتوى الفنّي هو الأقرب إليه بعد التلفاز والجوال وما يعرضانه من محتوى غير مخصص للأطفال، من هنا وردت تساؤلاتي وخاصة بعد الحروب التي نعيشها ونحن نتتبع أخبار العدوان الإسرائيلي على غزّة، فيديو مؤلم هنا، وصورة لأطفال وهم في حالة لا يرثى لها هناك، كلها مشاهد تخلق حالة نفسية مضطربة لدى الطفل المتلقي، فهل يتأثر مضمون المجلات المتخصصة بالطفل لشرح وتقبّل تلك الحالات بطريقة أقرب إلى عالمهم؟
“شامة ” أُنموذجاً
من عمر الحرب على سورية عمرها، انطلقت مجلة “شامة” فتركت صداها في عقل كلّ طفل يشده اللون والكلمة والموسيقا الشعريّة، توجهنا إلى رئيسة تحريرها أريج بوادقجي عن كيفية مواكبة المجلة للأحداث التي يتعرض لها الطفل؟ في عام 2011 في شهر شباط ولدت مجلة شامة وأبصرت النور، لم تواكب الأحداث التي يمر بها الطفل العربي والسوري بشكل مباشر.. فالمجلة تستهدف الشريحة العمريّة الصغيرة أي الطفولة المبكّرة، من عمر أربع سنوات ولغايه ثماني سنوات وفقاً لبوادقجي التي أشارت إلى أن الطفل من الصعب إقحامه بالأحداث السياسية والاقتصادية التي نعيشها، وتبقى أولويات المجلة هي تأسيس الطفل تأسيساً تربوياً ولغوياً واجتماعياً وأن نبني له شخصيته السويّة وأن نعتني به ونلبّي احتياجاته النفسية ونرفع له الذائقة الجماليّة والفنية بهذا يستطيع أن يقاوم ما يشاهده من عنف وقسوة.
صنّاع الحياة
تشدك القصص الشيّقة والأشعار والرسوم الجذّابة في مجلة “شامة”، هي باختصار عالم الطفولة البريء والذي يشعرنا بالسلام والحياة والطمأنينة، وخلف صنّاع هذا العالم الجميل كتّاب من خيرة أدبائنا السوريين والعرب الذين تألقوا بإبداعهم وما يقدمونه لعالم الطفل، بحسب بوادقجي، ولا ننسى عالم اللون والرسم الذي جمع رسامي سورية والوطن العربي، وعن تقييم الأعمال تقول: هو من ضمن إشراف لجنة فنية وأدبية متخصصة تقيّم الأعمال المنشورة والتي ستنشر في العدد الصادر عن المجلة، التي تصدر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب.
ركنهم الثقافي
في مجلة شامة ركن صغير لمشاركات الأطفال المبدعين في المجلة التي بدورها تراعي أعمارهم الصغيرة، تقول بوادقجي: نرحب بأي مشاركة للأطفال سواء بقصة أو رسوم أو حتى هوايات أو اقتراحات ترد إلى المجلة، ولدينا بطاقه بريدية تحوي على مكان لاسم الطفل وصورته والعمل الفنّي الذي يريد مشاركته معنا وترسل على بريد المجلة، تضم مجلة شامة صفحات مخصصة لأدب الأطفال كالقصص والأشعار وسيناريو الكوميكس والمواد العلمية والتسالي والرسوم.
ماذا ينقص أدب الطفل؟
تجيب رئيسة تحرير مجلة شامة أريج بوادقجي ماذا ينقص أدب الطفل؟ ما ينقصه هوالدعم والرعاية فأدب الأطفال هو أدب مكلف وعلينا أن نقدمه بأبهى حلّة وهذا مكلف جداً سواء على مستوى الألوان والرسوم واللوحات، وعلينا دعم كتّاب الأطفال لأن أدب الأطفال هو أدب مكثّف وعلى هذه الحال ونحن في بيئة تقيّم الأدب على أساس عدد الكلمات هو أمر ظالم بحقّ أدب الأطفال بشكل عام.
بين الواقع والخيال
لابدّ أن نفتح الأفق ونربط الواقع بالخيال وخاصة في أدب الطفل، برسمة أو قصة أو نص شعريّ، نوازن من خلال هذا المحتوى ما قد يراه الطفل وما يقرأه، وإن كان في عمر مبكر..، ليحكي الطفل بلسان الطفل الغزّاوي الذي فقد أطرافه ولا يزال يحبّ الحياة، أو أن تفتقد الطفلة الفلسطينية زينة أمّها وترسم لها كلّ يوم وجهها الباسم ..!!
