التضليل المبرمج.. المساواة بين من ينتصر للمقاومة ومن يساند الاحتلال

محمد شريف جيوسي
تندب أصوات وصفحات ومواقع تواصل اجتماعي ، يساندها نشطاء و”كتّاب” ومحللون ومتفذلكون ـ ما يقولون إنه تَخَلّي كل الأمة العربية والعالم الإسلامي حكاماً وشعوباً عن المقاومة وتركها “لمصيرها”، وهو الأمر المغاير للحقيقة والواقع.
ويبلغ بعض الندابين حداً عدم التمييز بين الحكام والشعوب، والبعض يساوون بين من نصر ومازال ينتصر للمقاومة، وبين المساندين للاحتلال، وبين الرماديين الذين لا حول لهم ولا قوة لأسباب موضوعية أو ذاتية أو غيرها.
لسنا بالتأكيد بصدد تبرير التخاذل أو التواطؤ أو ما يشبهما، ولكنّا ضد المساواة، بين من انتصر للمقاومة ومن لم ينتصر لها، بين العاجز عن النصرة لكنه لم يطبع مع العدو ولم يمده بعناصر القوة والحياة، وبين من طبّع مع العدو ودعمه سلماً وحرباً.
ولسنا أيضاً بصدد تسمية من تنطبق عليه واحدة من هذه الصفات الإيجابية أو السلبية أو الرمادية، لأننا لسنا بصدد تلميع البعض ولا تبخيس آخرين، ولا تبرير عجز العاجزين، فـ “الناس” لم تعد لتجهل شيئاً، ويكاد لا يوجد سر، مع اتساع وسائل الاتصال والمعرفة، لكنا بصدد التحذير ممن يحاولون التعمية والتضليل ونشر الإشاعات الضارة، وقلب الحقائق.
ويتبع المضللون وسائل وأساليب ذكية لا حصر لها، للتشكيك بالجميع والمساواة بينهم، رغم الاختلاف الهائل بين بعضهم البعض، وصولاً إلى تيئيس المجتمعات سواء العربية أو الإسلامية أو الصديقة، والشعور باللاجدوى من أي فعل إيجابي ، ويكرر هؤلاء أن الكل يتوازعون الخيانة والعمالة والتواطؤ والأدوار والتخاذل والفردانية المفرطة بالأجندات السلبية الخاصة، بكل ما لديهم من قدرات إبداعية في الشعر والأدب والخطابة والكتابة والرسم ومن قدرات فنية صحفية وإعلامية وفضائية وتقنيات.
لا شك أن هناك بعضا مما ذكر، لكن الخطر في التعميم والإطلاق، وصولاً إلى التعامل الشعبي والرسمي مع من يخذل المقاومة ومن ينتصر لها على قدم المساواة مع من يخذلها، وبالتالي إحباط المقاوم ومن ينتصر له، وتبرير فعل النقيض (لأن الكل هكذا) بحسبهم، وصولاً إلى تصنيع قناعة عامّة بعدم الجدوى فالتفريط، (لأن المقاومة وحدها وقد خذلها الجميع بحسبهم) وخلق تيار شعبي جماهيري قابل بهذا التفريط بل ويحث عليه، لكي يخلص من كل التضحيات (العبثية) والصمود اللامجدي على حد تعبيرهم.
ونلاحظ أن المثبطين المضللين ينطلقون من قواعد مضللة تبدو منطقية وسليمة، فالبعض من منطلقات إيمانية وبعض آخر من منطلقات قومية ووطنية ويسارية ومن منطلقات اقتصادية ومعرفية وأمنية واستراتيجية الخ، وليس بالضرورة أن يفعل هؤلاء كل هذا السوء عن إدراك عميق بمغبة ما هم ذاهبون إليه، لكنهم غالباً بيادق مسحت ومسخت أدمغتهم؛ فهم لُعَب في أيدي مشغلين يديرونهم بكل إتقان.
ولا يبدأ هؤلاء بالتشكيك بالمقاومة، وإنما بهدم كل القيم الإيجابية سواء كانت إيمانية صادقة غير تكفيرية، أو قومية عروبية أو اشتراكية أو إصلاحية علمية، أو سلوكيات أخلاقية، بحيث يتجرد المجتمع من أية حصانة ويصبح جاهزاً لتقبل البديل النقيض السلبي المدمر.
بكلمات لنحذر المشككون والمثبطون ؛ المزاودون منهم والمناقصون، الذين يساوون بين النافع وبين الضار، بين الضد الوطني والصديق، وبين الضد العميل والعدو، لنتحصن من التفريط بالإنجازات، ولنعمل على تكريسها واغتنام اللحظات التاريخية التي تعيشها أمتنا والعالم بجدارة الآن.

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين