الثورة – ترجمة ختام أحمد:
دق ناقوس الخطر في غزة التي تعاني من مجاعة جماعية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، قبل اندلاع الحرب عليها في تشرين الأول، كان الأمن الغذائي في غزة محفوفاً بالمخاطر ولكن عدداً قليلاً جداً من الأطفال، أقل من 1% كانوا يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو النوع الأكثر خطورة.
أما اليوم أصبح جميع سكان غزة معرضين للخطر، ولم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن انخفض عدد السكان بأكمله بسبب الجوع الشديد والعوز بهذه السرعة وبهذه الطريقة.
ويجدر بنا أن نكرر أن المجاعة في غزة هي من صنع الإنسان وأنها نتيجة لسياسة إسرائيلية متعمدة للعقاب الجماعي، ولم يكن من الممكن دفع السكان إلى حافة الهاوية بهذه السرعة لولا القرار بوضع غزة تحت الحصار من خلال قطع إمدادات الغذاء والماء والوقود والدواء.
إن القدر الضئيل من المساعدات التي سُمح لها بالدخول منذ ذلك الحين لا يمكن أن يبدأ في تلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص، خاصة بعد أن تم تهجيرهم جميعهم قسراً.
والآن، حتى المساعدة المحدودة التي تقدمها الأونروا أصبحت في خطر بسبب القرار الخبيث والساخر الذي اتخذته الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى بقطع التمويل عن الوكالة، بالرغم من تقارير CNN عن الظروف السيئة التي يعيشها الناس في الوقت الحالي.
أما أولئك الذين ما زالوا في شمال غزة فيضطرون إلى أكل العشب ويعانون من نقص مياه الشرب الآمنة أن الناس يشربون مياهاً ملوثة. وارتفعت حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 2000% منذ بداية الحرب.
وبالنسبة للأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية والذين يعيشون في هذه الظروف، فإن الإسهال يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بعض الناس في غزة لجؤوا إلى طحن علف الحيوانات للخبز حتى يكون لديهم ما يأكلون.
و قال خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إن “إسرائيل تعمل على تدمير النظام الغذائي في غزة وتستخدم الغذاء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني”، فتستمر الحكومة الإسرائيلية بشكل سخيف في إنكار وجود أي مجاعة في غزة، وهو ما يؤكد مدى ضآلة اهتمامها بالسكان المدنيين وقلة الثقة في ادعاءاتها.
ويكتب دي وال: “مجرد السماح بدخول المساعدات ووضع بعض القيود على العمل العسكري الإسرائيلي لن يوقف هذا السيل المدوي من الكارثة بالسرعة الكافية”، بل يجب وقف إطلاق النار الفوري والاستعادة الكاملة للمساعدات الإنسانية هما الحد الأدنى من المتطلبات لمنع حدوث أسوأ النتائج. وحتى لو حدث كل ذلك غداً، فإن آلاف الأشخاص، معظمهم من الأطفال، سيظلون يموتون من الجوع والمرض بسبب الظروف القاسية الموجودة بالفعل في جميع أنحاء الإقليم، وإذا لم يتم القيام بأي شيء لوقف المجاعة فإن هذا العدد سوف يرتفع بشكل حاد في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وما لم تتبع “إسرائيل” توصيات لجنة الإغاثة عن المجاعة، فإنها ستتسبب عن عمد في موت جماعي بسبب الجوع والمرض “إنها جريمة تجويع” وإذا فشلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في استخدام كل وسيلة ممكنة لوقف الكارثة، فسوف تكونان متواطئتين.
المجاعة الفظيعة في غزة تزداد سوءاً. ومن ناحية أخرى، لا يمكن للعديد من الحكومات الغربية الكبرى أن تزعج نفسها بالاعتراف بحدوث ذلك، ناهيك عن عدم اتخاذ أي إجراء لوضع حد له. إن الوقت ينفد بسرعة بالنسبة لشعب غزة. وإذا لم يتم القيام بأي شيء لمنع ذلك، فإن عشرات وربما مئات الآلاف من الناس سوف يموتون في الأشهر المقبلة.
المصدر – أنتي وور
