الثورة – ترجمة ختام أحمد:
حدث كبير في الشرق الأوسط بدأ، وكانت الشرارة الأولى لها هي بدء عملية وعاصفة الأقصى في 7 تشرين الأول 2023، وأخذت بالانتشار في جميع أنحاء المنطقة رداً على الإبادة الجماعية التي تقوم بها “إسرائيل” ضد السكان المدنيين العزل في غزة.
في عام 2011 بدأ ما يسمى بالربيع العربي وثورات قامت بها جماعات مسلحة مدعومة من أمريكا وأوروبا و”إسرائيل” لزعزعة استقرار المنطقة، لكن هذه المرة سيكون من الصعب على تلك القوى التلاعب بالجماهير فقد تطور الوعي الشعبي وأصبحت المشاعر المناهضة لها أقوى: فالشعب العربي يعرف أن حاجته المباشرة هي تحرير نفسه من السيطرة الغربية وهذا هو نضاله الرئيسي.
في بلدان محور المقاومة، تكون العملية الثورية أكثر وضوحا وأكثر تطورا، ولاسيما في فلسطين، حيث تفرض المقاومة هزيمة حتمية على الغزاة الإسرائيليين، وفي لبنان، وسورية، والعراق حيث تقوم المقاومة بطرد القوات الأمريكية.
في اليمن وصل أنصار الله بالفعل إلى السلطة في جزء من البلاد، وهي مسألة وقت قبل أن يكملوا طريقهم.
ما يقرب من أربعة أشهر من الغزو والإبادة الجماعية لم تكن ذات فائدة لـ “القوات الإسرائيلية”، ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن 80% من أنفاق غزة سليمة، مما يعني أن البنية التحتية للمقاومة لم تتعرض لأي ضرر تقريباً، كما هو الحال مع قواتها.
ثلاثة أرباع الفلسطينيين يؤمنون بالنصر، وهو ما يدل على ارتفاع الروح المعنوية لدى قوات المقاومة.
ولا يمكن قول الشيء نفسه عن القوات الغازية لقد بلغ عدد القتلى بالفعل حوالي 520، وهو أعلى معدل في تاريخ كيان إسرائيل في الحروب ضد المقاومة الفلسطينية وهو معدل “تاريخي” حسب تعريف الواشنطن بوست، فمع مرور الوقت تزداد معاناة “الجيش الإسرائيلي” في رمال غزة المتحركة وترتفع هذه الأرقام بمعدل أسرع بكثير مما كانت عليه في بداية العمليات بما في ذلك مقتل 21 جندياً في هجوم واحد في 23 كانون الثاني وفي الوقت نفسه يخسر الغزاة المواقع التي اكتسبوها في شمال غزة.
إن الوعي السياسي للشعب الفلسطيني يتطور بسرعة بفضل دروس الحرب، انتفاضة ثالثة على وشك الحدوث في الضفة الغربية وتعترف جميع الصحف التي تغطي الأحداث في المنطقة بأن الانتفاضة الثالثة تختمر في الضفة الغربية، والإجراءات التي تتخذها “إسرائيل”، مثل الخنق الاقتصادي، وقطع التعاون مع السلطة الفلسطينية، وتوسيع الأنشطة الاستيطانية، تؤجج معنويات سكان الضفة الغربية، وكذلك بشكل رئيسي عمليات الجنود الذين يقتحمون المنازل، ويعدمون الشباب ويقتلون الأطفال.
منذ 7 تشرين الأول تم اختطاف 6330 فلسطينياً من الضفة الغربية واحتجازهم في الزنزانات الإسرائيلية، وتتواجد هناك أيضاً المقاومة الفلسطينية، وهي تقاتل ضد القوات الإسرائيلية التي تقوم بعمليات توغل لقمع واضطهاد السكان، وتشعر السلطات الإسرائيلية نفسها بالقلق إزاء تدهور الأوضاع في الضفة الغربية بسبب الأزمة الاقتصادية الشديدة والبطالة المرتفعة للغاية.
المصدر – استراتيجك كالتشر
