الثورة – فاتن دعبول:
استقبل مجمع اللغة العربية بدمشق العضو العامل الجديد الدكتور نضال شمعون، وذلك في جلسته العلنية الأخيرة التي افتتحها رئيس المجمع الدكتور محمود السيد مرحباً بالحضور وبالعضو الجديد، وعرض بدوره محطات من سيرته الذاتية والعلمية، مشيراً إلى أنه انتخب خلفاً للأستاذ الدكتور موفق دعبول “رحمه الله”.
وبين في كلمته أن العضو الجديد دخل ميدان العلم من بابه الواسع، فهو بالإضافة إلى إتقانه لغات عديدة الصينية والإنكليزية والفرنسية، إلى جانب الإسبانية والإيطالية والروسية والسريانية، فهو يتمتع بحرصه الذاتي على مواكبة روح العصر، عصر العلم والتقانة، وتعددت اختصاصاته فنال دبلوماً في الهندسة الكهربائية والإلكترونيات من جامعة باريس، ودبلوم دراسات متقدمة في الرياضيات، ثم شهادة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة أكسفورد.
وفي الميدان العلمي تعددت ضروب العلوم التي عني بها إلى جانب اللغات التي يتقنها، وتجلت هذه العلوم في الفيزياء النظرية والرياضيات والهندسة والمعلوماتية والتقانة، ولم يبعده إتقانه للغات عديدة عن الاهتمام بلغته العربية الأم، الذي ساهم في إغنائها بالمصطلحات العلمية الجديدة، ويسعى إلى تحقيق أهداف المجمع في الحفاظ على اللغة العربية، وجعلها وافية وملائمة لحاجات الحياة المتطورة.
غني بإنجازاته
وتحدث الدكتور عماد الصابوني عن الإمكانيات العلمية للعضو الجديد، وأوضح أن سيرة الدكتور نضال شمعون العلمية حافلة بالإنجازات على مدى العقود الأربعة الماضية، فقد عرفته مدرسا وباحثا، يتحلى بتواضع العلماء وتفانيهم بالعمل وسعيهم لنقل معارفهم إلى زملائهم وطلابهم.
وبالرغم من حصوله على اختصاصات عديدة من جامعة جامعات باريس وبريطانيا ونشره على ما يربو على أربعين نشرة ومقالة في مجلات علمية مرموقة، فقد ألف عددا من كتب وأمليات في مجالات اختصاصه لجامعة دمشق وللمعهد العالي للعوم التطبيقية والتكنولوجيا، وترجم إلى العربية ثمانية كتب عن الإنكليزية والفرنسية في مجالات الفيزياء وعلوم الكون.
وحاز شمعون بفضل أعماله عددا من الجوائز والمنح المرموقة، وهو عضو مؤسس في مجلس إدارة الجمعية العربية للفيزياء، ومنسق مجموعة فيزياء الطاقات العالية فيها، وعضو في مجلس أمناء جامعة إنطاكية السورية الخاصة.
وإلى جانب نشاطه الأكاديمي، يهتم الدكتور شمعون بالموسيقا، فقد حصل على دبلوم المعهد العربي للموسيقا في دمشق في العام 1987، وهو يعزف على البيانو والفلوت، ما يؤكد أنه عالم ومن أبرز علماء الفيزياء العرب المعاصرين.
موسوعة علمية
وعن سيرة الدكتور موفق دعبول تحدث الدكتور نضال شمعون بأن الراحل كان له من السيرة العطرة والإنجازات ما يحتاج إلى صفحات وصفحات للحديث عنها، ومن سعادته أن يكون قد عاصر هذه القامة العلمية في واحدة من محطات حياته وتعلم منه كما طلابه معنى التسامي وحب العلم وخدمة الوطن.
وقد تبوأ الراحل مناصب عديدة لم يسع إليها بل كانت تطلب منه، فكان أول رئيس لجامعة القلمون ورئيس أمناء جامعة اليرموك، عشق العربية وعمل من أجلها، وكان له دور كبير في تعريب الكثير من المصطلحات، كما ترأس لجنة معجم الرياضيات التي بذلت جهدا توج بإصدار المعجم الذي يربو على774 صفحة تتعرض لأغلب مواضيع الجبر والهندسة والتحليل الرياضي.
وقال: سأعمل على متابعة مسيرته، ولعل الخطوة الأولى التي أطمح إليها الآن تكمن في كتابة سلسلة تخصصية بالعربية في مجال الرياضيات والفيزياء النظرية، يمكن اعتبارها تتمة لمؤلفات فقيدنا في أساسيات الرياضيات والميكانيك، وخصوصاً أن لغتنا لا تزال تعاني نقصاً في المصطلحات المستعملة في الدراسات الجامعية العليا، وبالرغم من إقرارنا بأن الإنكليزية أضحت في عصرنا اللغة العلمية العالمية، فإن العالم يبقى متعدد الثقافات واللغات، لذا لابد من التصدي لمهمة إيجاد مصطلحات علمية للتعابير المتقدمة، وكذلك باعتماد مقاربة تقوم على قواعد عامة منهجية ومبتكرة أحياناً.