الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
مع اقتراب عدد القتلى في غزة من 30 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، أوضح مسؤولو البيت الأبيض أنه لن يكون هناك تغيير في الدعم السياسي والعسكري المقدم لإسرائيل.
إضافة إلى ذلك، فإنه ليس لدى البيت الأبيض “خطط توبيخ” لمعاقبة” إسرائيل” إذا شنت غزواً برياً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يحتمي أكثر من 1.4 مليون فلسطيني بعد التهجير القسري.
وذكرت صحيفة بوليتيكو نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن “القوات الإسرائيلية يمكن أن تدخل المدينة وتلحق الأذى بالمدنيين دون مواجهة العواقب الأمريكية” .
وتبلغ مساحة رفح نحو 64 كيلومتراً مربعاً، وهي مكتظة بالسكان بشدة، حيث فر مئات الآلاف من المدنيين إليها بعد أن أعلنت القوات الإسرائيلية المدينة “منطقة آمنة” في حملة الإبادة الجماعية المستمرة منذ بدء العدوان الوحشي على غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
ويخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشن هجوم بري على رفح، كما أعلن خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يزعم أن المقاومة الفلسطينية “متحصنة” هناك.
وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة ABC News الأمريكية يوم الأحد الماضي: “سنقوم بذلك مع توفير ممر آمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة”.
ومع ذلك، فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحديد المكان الذي يمكن أن يتم إجلاء هذا العدد الكبير من المدنيين النازحين إليه، واكتفى بالقول أن تل أبيب “تعمل على وضع خطة مفصلة”.
وزعم أن “هناك مناطق كثيرة” شمال رفح على الرغم من قيام القوات الإسرائيلية بتسوية معظم المباني والبنية التحتية في تلك المنطقة بالأرض.
كما ورد أيضاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال لنتنياهو إن الهجوم على رفح لا ينبغي شنه “دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجؤوا هناك”، لكنه لم يعارض العملية .
وبعد ساعات، سقطت القنابل على رفح، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني.
وخلال الأسابيع الأخيرة، امتلأت وسائل الإعلام الغربية بتقارير تفيد بأن بايدن يشعر ” بالإحباط ” المتزايد تجاه نتنياهو، حتى أنه يستخدم ” عبارات مهينة ” للإشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ويجري مناقشات حول ” اليوم التالي ” لنتنياهو.
ومع ذلك، فإن التصريحات العلنية لمسؤولي البيت الأبيض توضح تماماً أنه لن يكون هناك تغيير في النهج المتبع في العلاقات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وقال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي الجديد للاتصالات الاستراتيجية، للصحفيين إن البيت الأبيض “سيواصل دعم “إسرائيل”… وسنواصل التأكد من أن لديهم الأدوات والقدرات” لمواصلة العمليات العسكرية .
وعندما سُئل يوم الأربعاء عن الرد الأمريكي على الغزو البري لرفح دون الاهتمام بسلامة المدنيين، رفض كيربي الرد قائلاً: “لن أخوض في لعبة افتراضية”.
علاوة على ذلك، ومع تزايد الدعوات الدولية لواشنطن لوقف شحنات الأسلحة إلى “إسرائيل”، أوضحت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في وقت سابق من هذا الشهر، أن واشنطن ليس لديها خطط للقيام بمثل هذا الشيء.
وقالت ليف للصحفيين خلال مؤتمر صحفي رقمي عندما سئلت عما إذا كان البيت الأبيض يفكر في خفض وتيرة شحنات الأسلحة إلى” إسرائيل”: “باختصار، لا، نحن لا نفكر في ذلك”.
وإضافة إلى تأجيج القتل الجماعي لنحو 30 ألف فلسطيني في غزة، فقد قدمت الولايات المتحدة أيضاً الغطاء السياسي لإسرائيل.
وفي الآونة الأخيرة، هددت بمراجعة علاقاتها مع جنوب أفريقيا بعد أن رفعت بريتوريا دعوى قضائية ضد تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
المصدر – ذا كريدل
