الثورة – ترجمة رشا غانم:
كان اجتماع وزير الخارجية الصّيني وانغ يي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، الخطوة الأحدث من سلسلة الجهود التي يبذلها البلدان لتحقيق الاستقرار والطاقة الإيجابية لعلاقاتهما.
وفي ما قيل إنه اجتماع صريح وموضوعي وبناء، أجرى الدبلوماسيان تبادلاً متعمقاً للآراء حول القضايا الإستراتيجية والشاملة الحاسمة لاتجاه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وتوصلا إلى تفاهمات مشتركة مهمة، وإذا ما كان بإمكان الجانبين إيجاد طريقة للتوافق مع بعضهما البعض يحدد ما إذا كانت علاقاتهما محددة بالتعاون بدلاً من التنافس، الأمر الذي لن يحدد مسار العلاقات الثنائية فحسب، بل يحدد أيضاً الاستقرار الإقليمي والعالمي.
إن العالم في خضم حالة شديدة التقلب مع انتشار التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، والتوترات المتزايدة تحتاج إلى تعاون حقيقي وتنسيق وثيق بين الصين والولايات المتحدة، فعلى النقيض من الممارسة الأمريكية المتمثلة في متابعة مواجهة الكتلة وإذكاء التوترات الجيوسياسية في أجزاء كثيرة من العالم لتناسب أجندتها الخاصة، تظل الصين ملتزمة بحشد الدول للانخراط في المسعى المشترك لبناء مجتمع عالمي بمستقبل مشترك.
في خطابه الرئيسي خلال جلسة “الصين في العالم” في مؤتمر ميونيخ للأمن، حذر وانغ مستشهداً بمحاولات إبعاد الصين عن التجارة العالمية باسم التخلص من المخاطر من أنه كما أدرك المزيد من الناس، “غياب التعاون هو الخطر الأكبر”، فقد أكدت الصين مراراً وتكراراً من أن منافسة الدول الكبرى ليست السمة المميزة للعصر، وكما قال وانغ في خطابه، ستواصل الصين من جانبها الضغط من أجل التعاون بين الدول الكبرى.
هذا وأوضح وانغ بأن الرسالة التي أراد نقلها واضحة:” نية الصين هي أن تكون قوة استقرار وسط الاضطرابات، وتحقيقاً لهذه الغاية، اقترحت الصين مبادرة الأمن العالمي، ودعت إلى بذل جهود عالمية لمعالجة عجز السلام، وحثت جميع البلدان التي ترغب في السلام على العمل معاً سعياً إلى تحقيق السلام والأمن العالميين.”
وإذا كانت الولايات المتحدة تهتم حقاً بالأمن العالمي، فعليها أن تتخلى عن نهجها المثير للانقسام والمدمر للشؤون العالمية حتى تمهد الطريق لجهود عالمية عملية لمواجهة التحديات الأمنية الخطيرة من خلال التعاون الدولي، وكجزء من ذلك، كما ذكّر وانغ بلنكين خلال اجتماعهما، من الضروري أن تتخذ الولايات المتحدة نظرة موضوعية وعقلانية لتنمية الصين، وتتبع سياسة إيجابية وعملية تجاه الصين.
المصدر – تشاينا ديلي