تعيش أميركا اليوم أزمات متعددة على صعد عدة.. أولها: الخلاف ما بين إدارة بايدن والكونغرس الذي يلقي اللوم عليه جو بايدن في تقصيره بمدّ أوكرانيا بالسلاح والذخيرة، ما جعل زيلنسكي يستصرخ طالباً النجدة لمده من دول الناتو بما يحتاج. بعد سحب روسيا لأراض يعتبرها بوتين روسية تاريخياً ويثبت ذلك في لقائه مع الصحفي الأميركي مؤخراً، وأنه بصدد عقد اجتماع لمجلس الدوما لسحب الاعتراف بالأراضي الروسية التي تمّ التخلي عنها عبر التاريخ لصالح أوكرانيا.
إنتاج السلاح الأميركي كبير لكن رفد الكيان الصهيوني والجسر الجوي الناقل جعل التقصير بمدّ أوكرانيا واضحاً.. ناهيك عما يهرّب من السلاح للمكسيك والذي يباع في السوق السوداء لعصابات المافيا والمخدرات.
وما تمدّ به أميركا “قسد” على الأراضي السورية وعصابات داعش وغيرها في إدلب.
أما على الصعيد السياسي فأوراق بايدن في مواجهة ترامب تتآكل أمام الحملة التي يشنها ترامب ضد الإدارة الأميركية وتقصيرها في ضبط إيقاع الحرب في غزة، وعدم الضغط الكافي المؤثرعلى نتنياهو لأجل تحريرالأسرى من حماس حسب قوله، ما يؤجج الشارع داخل الأرض المحتلة حيث تقف عوائل الأسرى أمام بيت نتنياهو مطالبة إياه بالتفاوض لإخراج أبنائهم من الأسر، هي أوراق يرفعها ترامب في حملته الانتخابية ضد بايدن لأجل رئاسة أميركية قادمة. مركزاً على الخلافات المتصاعدة داخل الدولة العميقة.
ومن ضمن الأوراق الأميركية المتناثرة، الانتخابات الأوروبية القادمة لمن سيخلف قيادة حلف الناتو في المرحلة المقبلة، أوراق الإدارة الأميركية متشابكة وتزداد تشعباً في الداخل الأميركي، حيث تتحرك في أكثر من ولاية، كما حدث في تكساس بإنزال العلم الأميركي ورفع علم الولاية فقط في إعلان الانفصال وما يسمى بالاستقلال عن القيادة الأميركية.
أميركا تعاني من توزع أعواد الثقاب التي من الممكن أن تصل بها إلى مرحلة يصعب فيها إطفاء الحرائق التي يمكنها التهام امبراطوريتها التي تستأثر بها لحكم العالم.