زراعة الفطر مشروع منزلي وعائد مجزٍ.. والكيلو لأقل نوع ١٠٠ ألف ليرة … هلال لـ”الثورة”: الكمية المصدرة قليلة

الثورة – دمشق – وعد ديب:
على الرغم من الأهمية الاقتصادية للفطر الزراعي، والقيمة الغذائية والطبية المرتفعة له كبروتين نباتي، قلما تجده على الموائد، والسبب الارتفاع الباهظ في أسعاره، بعد أن فاق الكيلو منه ال١٠٠ ألف ليرة وخاصة لنوع الأجاريكوس.
رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين– أحمد هلال قال في حديث لـ”الثورة”: انتشرت زراعة الفطر بشكلٍ واسعٍ خلال السنوات الخمس الأخيرة في سورية (دمشق- حمص- حماة-اللاذقية- طرطوس) كزراعة منزلية وتجارية مهمة، وأصبحت تشكل ركناً من الزراعات المحمية وتحتاج إلى خبرة فنية وعلمية ودراسة صحيحة، ومعرفة بالشروط الحرارية اللازمة من رطوبة ودرجة حرارة ونظافة من أجل إنتاج فطر زراعي ذي خواص جيدة وبكميات تلبي الاحتياجات بأسعار معقولة.

– طلب خارجي..
وأضاف: هناك طلب على الفطر الزراعي من دول الجوار مثل لبنان والعراق وكذلك دول الخليج العربي، لكن الكمية المصدرة من الفطر لا تزال قليلة جداً بسب عدة صعوبات تتعلق بتصدير المنتج، كعدم إمكانية نقله براً نظراً لسرعة تلفه، فهو يتطلب نقلاً جوياً وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف تصديره.
ورداً على سؤالنا عن ارتفاع أسعار المادة في السوق، أوضح هلال أن السبب الرئيسي يعود لغلاء الفطر في الأسواق المحلية لارتفاع تكاليف إنتاجه، وتتضمن تكلفة المواد الأولية والعمالة والطاقة والتسويق، ويعد ارتفاع تكلفة الطاقة هو العامل الأكثر تكلفة في مشاريع الفطر.

وعن صعوبات العمل نوه بأن زراعة فطر الأجاريكوس تعاني من ارتفاع تكلفة الإنتاج نتيجة ارتفاع تكاليف مستلزماته من التجهيزات المرتفعة الثمن (مكيفات- أجهزة توليد الطاقة الاحتياطية- المستودعات التي تزرع بها الفطور- إنشاء الرفوف).
وبيَّن أن هنالك حساسية لفطر الأجاريكوس في ارتفاع درجات الحرارة فيه وانخفاض الرطوبة الجوية.. ومن الصعوبات أيضاً التسويق، لأن الشركات التي تقوم بتقديم الخلطة الكاملة والجاهزة تقوم بتسويق المنتج محلياً.
-الأقل حاجة للري..
ومن المعروف أن زراعة الفطر تتركز في محافظة طرطوس، على سبيل المثال، ضمن مناطق (الدريكيش وبانياس والشيخ بدر)، ومن أنواعه المحاري والأجاريكوس الذي توسعت زراعته واحتل مكانة مهمة بين الزراعات وبشكل سريع.
رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة طرطوس الخبير الزراعي المهندس رفعت عطا الله أكد لـ”الثورة” أن زراعة الفطر انتشرت خلال السنوات الخمس الأخيرة بسرعة كبيرة لما لها من عائد مادي، وخاصة أنه من أقل المنتجات الزراعية حاجة لمياه الري وانتشرت زراعة الفطر كزراعة منزلية وتجارية معاً.
متابعاً: يجري العمل الآن لتصدير هذا المنتج إلى لبنان مبيناً أهميته الكبيرة، فيمكن تنمية الفطر الزراعي على أوساط بسيطة، وفي أماكن مختلفة وتساهم هذه الزراعة في تأمين فرص عمل جديدة وتؤمن دخلاً حسب حجم المشروع.
وبحسب المهندس عطا الله- فإن زراعة الفطر من المشاريع المنزلية التي لا تعيق أي عمل معها كما أنه لا يحتاج إلى تأمين القطع الأجنبي وهي عملية إنتاج زراعية بخبرات محلية١٠٠%، ويمكن تقليب الفائض من الإنتاج بطرق بسيطة ومتوفرة وتصديره في مراحل متقدمة.
– عائد اقتصادي مرتفع
الخبير الزراعي.. المهندس كنان الشالط وصاحب أحد مشاريع الفطر قال: تعد زراعة الفطر الفرنسي الأبيض (فطر الأجاريكوس أو فطر الأزرار الأبيض) هي الأكثر انتشاراً في سورية لأنه الأكثر طلباً من قبل المستهلك، وأما النوع الثاني من الفطور المزروعة فهو الفطر المحاري، وينتج بكميات أقل بكثير من الفطر الفرنسي بسبب ضعف الطلب على هذا النوع.
وبيَّن أن زراعة الفطر المحاري أسهل وتكلفتها أقل من الفطر الفرنسي، ويزرع على أي مادة تحتوي السليلوز مثل تبن القمح أو نشارة الخشب أو حتى أوراق الأشجار والأعشاب الجافة ويمكن إنتاجه من دون تجهيزات متطورة، بينما يحتاج الفطر الفرنسي إلى وسط زراعي مخصص (الكمبوست) مجهز بطريقة معينة وخالي من كل الأمراض والحشرات، ويتطلب إنتاجه غرفاً مجهزة بمعدات خاصة لتأمين ظروف زراعة محددة، وبالرغم من ذلك لاتزال زراعة الفطر المحاري أقل انتشاراً من الفطر الفرنسي بسبب عدم انتشار استهلاك الفطر المحاري بشكل واسع.
ولفت المهندس الشالط إلى أن زراعة الفطر تعد من الزراعات ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وبالتالي تعود بفائدة كبيرة على الاقتصاد الوطني، كما تؤدي الزيادة في إنتاج الفطر محلياً إلى خفض كميات الفطر المصنع المستوردة من الخارج لسد حاجة السوق من هذا المنتج.
ونوه بوجود تعاون في مجال البحوث المنجزة على الفطر الزراعي مع كلية الزراعة في جامعة دمشق، وكذلك مع الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، و تقوم وزارة الزراعة بدعم مزارع الفطر بشكل مستمر لافتاً إلى العديد أنه يؤمن حوالي ١٥ فرصة عمل لإنتاج مشروع واحد من المادة.

يصل مرتفعاً إلى المستهلك

وعن اقتصادية زراعة الفطر أوضح مشرف على تجهيز البرادات الخاصة بهذه المادة محمد صالح أن كل ١٥٠مترا مربعا مزروعاً بالفطر يعطي مابين ٤٠-٤٥طناً من الفطر الطازج ويكلف الكيلو الواحد ١٠٥آلاف ليرة لنوع الأجاريكوس، بينما يباع بالأسواق المحلية بقيمة ١٥٠-١٧٥ألف ليرة ويصل للمستهلك بسعر ما بين ٢٠٠-٢١٠آلاف ليرة.
وأضاف: إن هذه الزراعة تحقق ربحاً مادياً لابأس به في حال كانت أسعار البيع في الأسواق المحلية جيدة وكذلك الأمر في حال تم التصدير إلى الدول المجاورة، مشيراً إلى أن عوائد المنتج منخفضة في الوقت الذي تصل به للمستهلك بأسعار مرتفعة.
وأخيراً لابد أن تعمل جميع الجهات المعنية لنشر هذا النوع من الزراعات كي يكون غذاء شعبياً وفي متناول الجميع.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار