“سكبة رمضان”.. عادة ميزت مجتمعنا

الثورة – صبا يوسف:
تعتبر “السكبة” ذاك الصحن الذي يدور طيلة أيام رمضان بين منازل الأسر السورية، عادة ميزت المجتمع السوري في موروث تناقلته الأجيال منذ زمن طويل، ما عزز الألفة بين السوريين، كمظهر من مظاهر مساعدة الآخر بشكل من الأشكال.
لكن مع تغيير الظروف الاقتصادية، نتيجة تداعيات الحرب العدوانية على سورية، وفرض الدول الغربية حصاراً اقتصادياً جائراً على الشعب السوري، ما انعكس ارتفاعاً في أسعار الأغذية جعل ذاك الموروث “السكبة” يتلاشى من يوميات رمضان شيئاً فشيئاً، وبات الغالبية غير قادرين على القيام بهذه الطقوس، حيث بالكاد تستطيع كل أسرة تدبير حاجيات يومها.
– من أين جاء موروث “السكبة” وكيف بدأ؟.. يقول الباحث السوري منير كيال في كتابه “دمشقيات مرابع الطفولة ومهوى الأفئدة”، إن أحد فقراء الشام كان يتلقى أطباق الطعام من جيرانه كل يوم، إلى أن زاره ذات يوم شخص من الريف وقت الغداء، وكان الزائر مُحْرَجاً من ذلك، لكنه عندما دعي إلى مائدة الطعام وشاهد أكثر من عشرة أطباق مختلفة من الطعام فوجئ كثيراً.
وقبل البدء بالطعام طُرِقَ الباب، ولاحظ الزائر أن صاحب المنزل أتى بطبق طعام جديد مِن الطارق، ففهم ما حصل، وأصبح يروي ما شاهده لمن يلتقيهم، حتى شاعت القصة بين عموم العائلات السورية، وأصبحت من العادات والتقاليد بين جميع السوريين من دون استثناء.
مع ارتفاع كلفة وجبة الإفطار، حيث يقدِّر اختصاصي اقتصادي أن وجبة الإفطار لأسرة مكونة من 5 أشخاص أصبحت تكلفتها تصل إلى 300 ألف ليرة بالحد الأدنى، نتيجة الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، باتت الغالبية العظمى من الأسر تبرر عدم توزيع “السكبة”، فيقول ” خلدون.م أبو محمد”: بات فطورنا في رمضان يقتصر على البقوليات والشوربة والقليل من الخضار، وأغلب طبخاتنا بلا لحمة”، مضيفاً “بصراحة ما في شي يبيض الوش مع الجيران”.
أم سعيد أكدت أنها في السنوات الماضية كانت تسارع قبيل الإفطار إلى إرسال أولادها بـ”السكبة” إلى جميع جيرانها، كذلك هم كانوا يبادرونها بذات الشيء، لتوضح أن هذه السنة اختلفت الأمور، فكل شيء بات غالي الثمن وبالكاد تتمكن من تحضير وجبة إفطار تكفي أسرتها المكونة من أربعة أشخاص، وقالت بشيء من الخجل والانكسار:” والله ما عاد إلنا قدرة على الطبخ بكميات كبيرة”.
أثناء جمعة مع بعض الجيران على” كأس متة” بعد إفطار اليوم الأول، وحديثنا عن فكرة “السكبة” التي نذكرها في هذه السطور أجمعت الآراء أن أيام زمان اختلفت كثيراً عن هذا العام، فارتفاع الأسعار الجنوني منذ فترة، غيَّر جميع عاداتنا الأسرية، سواء فيما بين الجيران، أو حتى ضمن الأسرة الكبيرة والعائلة الصغيرة، وأشار البعض أن فكرة عزيمة الأقارب باتت من الأمور التي تكسر “ظهر الميزانية”، كما أن بعض الطقوس العائلية مثل إقامة وجبة مشاوي أسبوعية “درج البعض على القيام بها سابقاً” تحولت من أسبوعية إلى فصلية. وقس على ذلك الكثير من الأشياء.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر