الثورة – عبدالغني العريان:
أطلق أهالي مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، حملة مجتمعية تحت عنوان “الأتارب بتستاهل”، تهدف إلى إعادة تأهيل المدخل الشرقي لها، في محاولة ذاتية لتحسين الخدمات في منطقة عانت طويلاً من الدمار.
وتأتي هذه الحملة في ظل أضرار كبيرة لحقت بالبنية التحتية نتيجة القصف الهمجي المتكرر من قبل قوات النظام البائد خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى دمار خلفه الزلزال الأخير، ما تسبب بتردي واضح في المرافق العامة وخاصة مداخلها.
الإعلان عن الحملة
جرى خلال اجتماع تحضيري في الرابع والعشرين من أيار، بحضور مدير منطقة الأتارب، ونائب رئيس مجلس مدينة حلب، إلى جانب وجهاء المدينة وتجارها وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، حيث ناقش المشاركون آليات تنفيذ المشروع وأهمية تكاتف الجهود المحلية وتفعيل العمل التشاركي بين الأهالي والجهات المعنية.
ركّز الاجتماع على التحرك السريع لتأهيل المدخل الشرقي، الواجهة الرئيسة، ويشهد حركة يومية كثيفة من الأهالي والوافدين، في وقت بات يشكل فيه الوضع الراهن خطراً على السلامة العامة نظراً لغياب الإنارة وتدهور الطريق والمنصف والأرصفة.
وتشمل الحملة تنفيذ عدد من الأعمال الخدمية الأساسية، من بينها تركيب أعمدة كهربائية، وصيانة الأرصفة، وتأهيل المنصف الطرقي، وإنشاء قوس تعريفي يحمل اسمها.
وقال عبد الكريم العمر، منسق الحملة لصحيفة الثورة؛ “إن الحملة ثمرة جهود تطوعية بالكامل، انطلقت بتمويل ذاتي من أبنائها، تمكّنا حتى الآن من جمع أكثر من 40 ألف دولار أمريكي بمساهمات من الأهالي والتجار والمغتربين”، بالتعاون مع الإدارة المحلية والمجلس المحلي والدفاع المدني، الذي وضع آلياته في خدمة المشروع.
وأشار العمر إلى التنسيق المباشر مع مؤسسة الكهرباء وجهات خدمية أخرى لتسهيل تنفيذ الأعمال وضمان استمراريتها.
ومن أجل إدارة المشروع بشكل منظم وشفاف، تم تشكيل ثلاث لجان متخصصة: الأولى تنفيذية للإشراف الميداني على العمل، والثانية لجنة إشراف فنية تتابع تطورات التنفيذ وترفع تقارير دورية، والثالثة مالية توثق التبرعات وتعرض كشوفاً واضحة للمجتمع المحلي لضمان الشفافية والمساءلة.
وتستند فكرة الحملة -بحسب منظميها- إلى حاجة حقيقية لتأهيل هذا المدخل لتسجيل تكرار الحوادث وحالات السرقة في ظل انعدام الإنارة والتخطيط، وبناء قوس تعريفي عند المدخل يُعد خطوة رمزية لإعطاء هوية بصرية لمدينة تفتقر اليوم لأي مَعالم واضحة نتيجة ما مرّت به من تدمير ممنهج.
وبحسب القائمين على الحملة، فإن المبادرة تمثل بداية لمسار طويل من العمل الأهلي، ولا تقتصر على مشروع إنشائي مؤقت، بل تهدف إلى إطلاق سلسلة مشاريع تُعيد للمدينة جزءاً من وظائفها الخدمية.
ويأمل المنظمون أن يشكّل نجاح الحملة دافعاً لتوسيعها لتشمل قطاعات خدمية أخرى، مؤكدين أن “الأتارب تستحق هذا الجهد وأكثر”، باعتبارها واحدة من أكثر المدن التي عانت من آثار قصف النظام البائد، وأن أهلها اليوم مستعدون لبذل كل ما يستطيعون لإعادتها إلى الحياة، حتى إن كانت الموارد محدودة، إلا أن العزيمة هي العامل الحاسم في نجاح مثل هذه المبادرات.