الثورة – آنا عزيز الخضر:
للحفاظ على التراث الثقافي، ﻻبد من التمسك به وحضوره عبر الوسائل الثقافية العديدة، ليكون متماهياً مع تفاصيل حياتنا، متفاعلاً مع تحوﻻت ومتغيرات، هي بين سطور أحلامنا، لأنها تحمل المكونات الأهم لهوية ثقافية راسخة..
من هذا المنظور تسعى الأعمال الإبداعية المتميزة، كي تحمل في مضامينها كل ما يقترب من القيم التراثية، وملامح من التراث تؤكدها وتتمسك بها، من تلك الأعمال كان عرض “فواصل سوريّة” وهو من أداء فرقة “خُطى” للمسرح الراقص كيروغراف محمد الحلبي.
حملت لوحات العرض حالات وتفاصيل من التراث السوري الفتي، وكانت البداية مع لوحة بلاد العز، ثم يجوب العرض بلوحاته الراقصة والمعبرة في جميع المحافظات السورية، لينقل لنا أهم المعالم الحضارية والأوابد، التي تنم عن حضارة ضاربة الجذور في أعماق التاريخ، يرافق كل ذلك الكلمة المؤثرة والحركات، التي رسخت كي تعبر عن الشجاعة والفروسية والنخوة وغيرها من القيم الأصيلة، وينتهي العرض ببانوراما سورية، حضرت فيها كل الفنون، التي ترجمت التراث والأصالة عبر المسرحية من خلال توليفة خاصة، حولتها الفرقة بمفرداتها ورقصاتها إلى عالم آخر في منتهى البلاغة، فالتراث السوري غني ومتنوع، ويحمل جوانب إنسانية واجتماعية عميقة، حيث تم التصميم له بشكل يعادله فنياً، ليخرج العمل بهذا الإبداع الخلاق، والذي يقدم من خلاله التراث السوري
عبر أداء متقن لفرقة “خطى” للمسرح الراقص المتميزة، والتي بدأت نشاطاتها منذ سنوات طويلة، وكان هدفها الدائم تقديم رسالة ثقافية، تعبر عن السوريين وحضارتهم الإنسانية العريقة، كما تضم الفرقة العشرات من الراقصين والراقصات المهرة.