الثورة – ترجمة غادة سلامة:
عندما توجه زعيم الأغلبية تشاك شومر إلى قاعة مجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي لتوجيه توبيخ حاد لإسرائيل، فإنه يكون قد كسر قاعدة طويلة في السياسة الخارجية الأمريكية التي لا تناقش “إسرائيل” ولا تحاسبها على أفعالها.
لكن حتى الآن، كان رد فعل أبرز مجموعة مؤيدة لإسرائيل، وهي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، خافتًا إلى حد كبير، ما يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الحكومة الأمريكية في إدارة صراع داخلي يختبر سياستها الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة، ودعم الحكومة الأمريكية اللا محدود لإسرائيل.
كما أثبتت الحرب على غزة أنها محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد بالنسبة للديمقراطيين، وجعلت الأمور غير مريحة بين أيباك وبعض الحلفاء القدامى في الحزب.
يقول أحد مساعدي شومر السابقين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية عن رئيس قديم، إن تصريحات شومر يبدو أنها يتم تسويقها نحو “الاستهلاك المحلي، بدلاً من الاستهلاك الدولي”.
وقال إن الخطاب بدا سياسياً، نظراً لمستوى القلق بشأن تصرفات “إسرائيل” داخل تجمعه الحزبي.
هذا ويتعرض الديمقراطيون لضغوط متزايدة من قاعدتهم لإدانة وحشية “إسرائيل” التي أدى قصفها لغزة إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني. فتصويت مئات الآلاف من الديمقراطيين “غير الملتزمين” في الانتخابات التمهيدية في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة بمثابة توبيخ لطريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع الحرب على غزة.
وقال أحد المستشارين الديمقراطيين والذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة هذه القضية بصراحة: “تدرك [إيباك] أن شومر لديه مشكلة في الجناح الأيسر، تماماً كما يعاني اللوبي الإسرائيلي من مشكلة في الجناح الأيسر”.
كما يقول أحد المحللين الاستراتيجيين، إن هناك دعمًا خاصًا داخل المجتمع الأمريكي لتصريحات شومر، على الرغم من أن البعض شكك في توقيته. لكن من المؤكد أن “أيباك” يجب أن “تعيش تحت صخرة حتى لا تدرك مدى سمية نتنياهو وسمعته السيئة، وهذا ما لا تستطيع تجاهله الحكومة الأمريكية والديمقراطيون وجو بايدن.
كما أن “أيباك” لديها ما يكفي لتعرف أن علاقاتها مع القيادة الديمقراطية تعتمد على ما إذا كان هؤلاء القادة قادرين على الحفاظ على دعم الناخبين، كما قال أحد المساعدين الديمقراطيين السابقين في مجلس الشيوخ الذي عمل مع “أيباك”.
وأضاف المصدر أن علاقة شومر مع “إيباك” كانت دائماً “قوية وحازمة وصريحة ومفتوحة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تضطر فيها “إيباك” إلى السير على خط رفيع في العمل داخل مراكز القوة الأمريكية.
ويشير جيريمي بن عامي، رئيس مجموعة جي ستريت المؤيدة لإسرائيل، إلى مواجهة سابقة بين “أيباك” والديمقراطيين.
المصدر – بولتيكو