الثورة- فؤاد مسعد:
ظهر في الموسم الدرامي الحالي عدد من الأطفال الذين قدموا شخصيات متنوعة، واللافت أن حضورهم لم يقتصر على مجرد المرور ضمن العمل وإنما كانت هناك أدوار فاعلة ومؤثرة، ولعل من أبرز المسلسلات التي قدمت “الممثل الطفل”، مسلسل “أغمض عينيك” حيث كان الطفل فيه يعاني من اضطراب طيف التوحد ما جعله يقدم أداء يحمل خصوصيته، كما ظهر مجموعة من الأطفال في مسلسل “ولاد بديعة” في مرحلة الماضي، وكان لك منهم تفرده وحضوره المختلف، وإن كانت مساحة الدور صغيرة إلا أنهم تركوا بصمتهم فيما أنجزوا، زيد البيروتي ذو الثمانية أعوام الذي جسد شخصية “جود” الطفل المصاب بطيف التوحد في “أغمض عينيك” تحت إدارة المخرج مؤمن الملا استطاع ملامسة وجدان المشاهدين بأدائه العفوي عبر مشاهد جاءت مُشبعة بالحالة الإنسانية، مقدماً أداء أتقن فيه حركة الجسد من خلال الأصابع وتعابير الوجه وسرعة وضع يديه على أذنيه في العديد من المواقف، مجسداً الشخصية بإحساس عميق، وزيد هو نفسه من لعب دور “ياسين” في مرحلة الطفولة ضمن مسلسل “ولاد بديعة” إخراج رشا شربتجي، مجسداً من خلاله شخصية على حد النقيض مع “جود”،
فهو هنا يعيش ضمن بيئة الدباغات، ومن صفاته أنه عدواني، كشخصية “شاهين” التي أداها بمرحلة الطفولة جاد شمسو فبدا متمكناً من دوره، ومن الأطفال الذين أبدعوا في “ولاد بديعة” جاد الحمصي الذي أدى شخصية “مختار”، كما أدت شخصية “سكر” كل من مريم علي وكريستينا حداد، كانوا جميعاً أطفالاً صغاراً برتبة نجوم، يبشرون بطاقات هامة لابد أن تجد من يكتشف ما تختزن من امكانيات يمكن توظيفها في أعمال قادمة، ولكن للأسف غالباً ما يسلط الضوء على أطفال نجوم يبرزون في هذا العمل أو ذاك ويغيب أغلبهم عن الشاشة، إلا فيما ندر، ومثل هؤلاء يحتاجون لمن يساعدهم في تطوير أدائهم وأدواتهم، ومن يكتب نصوصاً لهم، لأنه في هذه المرحلة العمرية من الصعب إيجاد أطفال لديهم هذه الملكات، والقدرة على الوقوف أمام الكاميرا بثقة عالية، إضافة إلى الأداء المتمكن، وهنا لا بد من الإشارة إلى المخرجين الذين تعاملوا معهم واستطاعوا استنباط الأداء الأفضل من داخلهم.