الثورة – منهل إبراهيم:
من يصدق الولايات المتحدة ومن يستطيع التكهن بنواياها على أرض الواقع فهي لا تفعل أي شيء من باب إنساني، ولا تُعرف بعد تفاصيل ما وصف بالرصيف العائم قبالة غزة، ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون الكثير من التفاصيل بشأن من سيتفقد المساعدات المزعومة، وكيف سيتم تسليمها بمجرد وصولها إلى غزة، خاصة أنه لا يتوقع أن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في القطاع المحاصر.
التقارير الإعلامية ذكرت أن البيت الأبيض وصف المبادرة زاعماً بأنها “مهمة طارئة” من شأنها أن تسمح بتسليم مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة عبر رصيف عائم يتم ربطه بجسر مؤقت.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في بناء رصيف بحري في غزة بزعم زيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
وقال الناطق باسم البنتاغون بات رايد إن “سفنا حربية أمريكية بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء مؤقت ورصيف في البحر”.
ومن شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها، على أن تنقل المساعدات لاحقاً بواسطة سفن دعم لوجيستي إلى رصيف على الشاطئ، ولا أحد يدري ماذا ستكون تلك الحمولات، ولا شك ستحمل الدعم للكيان الصهيوني قبل المساعدات لسكان غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون حسب زعمهم إن هذا المسعى لا يتضمن “نشر قوات على الأرض” في قطاع غزة الذي يشهد حرباً شعواء من الصهاينة ضد المدنيين، لكن جنوداً أمريكيين سيكونون بجوار قطاع غزة خلال بناء الرصيف الذي ستشرف عليه قوات إسرائيلية أيضاً.
وستكلف منظمات غير حكومية على الأرجح توزيع المساعدات بعد وصولها إلى القطاع على ما زعمت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق.
وتجعل هذه الخطة الولايات المتحدة ضالعة وبشكل مباشر وأكبر في غزة، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن وبشكل متزايد انتقادات كبيرة بعد تفاقم الأزمة الإنسانية وتضييق الحصار الإسرائيلي على غزة.
وقال مسؤولون في وقت سابق، إن البناء سيتم بالتعاون مع دول أخرى في المنطقة وسيستغرق من 30 إلى 60 يوماً للتنفيذ، وسيشمل مئات أو آلاف القوات الأمريكية على متن السفن قبالة الشاطئ، وذلك تماشياً مع تفويض الرئيس جو بايدن، شريطة عدم وجود جنود أمريكيين على الأرض داخل غزة.
وكانت “إسرائيل” قد طرحت خطة مشابهة في الأسابيع الأولى للحرب على غزة، وقالت واشنطن إنها تعمل بشكل وثيق مع الإسرائيليين لتنفيذ الخطة، لكنها لم تحدد إن كانت “إسرائيل” ستقدم مساعدة أو دعماً مباشراً لبناء الرصيف أو تشغيله.
ويتولى سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي الذي يتمتع بخبرة طويلة في البناء السريع للمنشآت العائمة، بحسب مسؤولي البيت الأبيض بناء المنشآت قبل نقلها إلى الساحل بالقرب من شواطئ غزة.
وقال المسؤولون إن السفن، وهي ضخمة وكبيرة، تحتاج إلى حراسة مسلحة نظراً لبطء إبحارها، خاصة عندما تصل إلى نطاق ساحل غزة، لذا تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على بحث كيفية ضمان حمايتها أثناء بناء الرصيف.
ونبه موظفو الإغاثة إلى أن الممر البحري لن يكون بديلاً للطرق البرية.
التالي