الثقافة هي الحاجة الأسمى والأهم في حياة كل منا، وهي كما عرفها أهل الفكر والعلم “معرفة شيء عن كل شيء”، وأفضل ما في المثقف هو خدمة مجتمعه ومحاولة تنويره وتزويد شبابه خاصة بالمعلومات والأفكار وكل جديد في الثقافة والعلم.
وكم هو رائع ذلك المثقف الذي يحضر في المحافل والمنتديات الحوارية والمراكز الثقافية والمكتبات وأماكن يلتقي فيها طليعة المثقفين للقيام بهذا الدور البناء، فنراهم من محاضرة إلى أخرى ومن ندوة إلى ندوة ومن حوار إلى حوار.
وليس هذا فحسب بل ويغنون الصحف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية بأفكارهم وبمعلوماتهم وكل جديد لديهم، ونراهم المرجع لكل سائل وكل طالب للمعرفة وللمعلومة المفيدة التي تشبع حاجته الفكرية والمعرفية فيجد ضالته التي يبحث عنها ليل نهار.
حقيقة هذا المثقف نراه قد سخر حياته لمعرفة مكنونات العلم وخدمة مجتمعه بها، ولا يتوانى عن الغوص في أعماق الكتب والروايات ليزداد معرفة واطلاعاً، وعن الحضور ليقدم خلاصة فكره ومعرفته الواسعة للآخرين.
والمثقف لا تأتي ثقافته من فراغ بل من التعلم منذ الصغر والفضل للأهل وللمدرسين، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وإن سألت أحدهم كيف امتلك كل هذا فسيقول: “بدأت حياتي بالسؤال عن كل ما أجهله ولا أخجل من السؤال وطلب المعرفة”، وكما قالوا: لا يشبع المرء من الكتاب، ولهذا أدركت تماماً بأنه لابد من التعلم ومعرفة ما أجهله وكنت لا أترك وسيلة تعليمية إلا وأتعرف عليها وكنت عندما أعثر على فائدة علمية أو معرفية مباشرة أسجلها في دفتري المخصص لمعرفتي فالعلم صيدي وكتابته قيدي”.
وكل واحد من هؤلاء يلهج لسانه بالقول: كان همي واهتمامي ألا أدع محاضرة أو ندوة إلا وأحضرها و أستفيد من كل معلومة تضيف لي الجديد من عالم المعرفة كي أكون مرجعاً لكل طالب علم ومعرفة والنتيجة هي أن الثقافة الشاملة أثمن ما يملكه الإنسان في حياته، فبنور العلم نضيء مجتمعنا
جمال الشيخ بكري