الثورة – حلب – جهاد اصطيف:
قبل ثمانية أعوام، حمل تسعة أطفال حقائبهم المدرسية وودعوا أهاليهم بابتساماتهم البريئة قبل أن يتجهوا صوب مدرستهم “الفرقان المحدثة” بمدينة حلب، وجلسوا على مقاعدهم يتابعون دروسهم مع أحلامهم التي تكبر داخلهم، حتى أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة والنصف صباحاً، ليوقفها بغتة صاروخ غادر أطلقه إرهابيو الجهل والظلام، ولتتحول الكتب المدرسية مع المقاعد وأثاث الصفوف إلى أكوام من الركام الملطخة بدماء العشرات من الأطفال والمعلمات، في جريمة يندى لها جبين الإنسانية ومحاولة لقتل طموحات لم تكتمل وضحكات حالمة وأعين لم تر العالم بعد.
الرحمة والخلود لأرواح ملائكة مدرسة الفرقان المحدثة الذين اجتمعت فيهم الطفولة والشهادة “زينب وعماد ومنى وإيلاف وفاطمة وسدرة وإيناس وآية وصباح” وجميع التلاميذ والطلاب الشهداء الذين سالت دماؤهم الزكية على مقاعد العلم وغدت نبراساً يضيء لأجيال المستقبل درب الصمود.