الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
علّق الكثير من المواطنين في مدينة حمص مؤخراً على ما يحدث بخصوص أسعار البيض والفروج الحي، إذ تنخفض أو ترتفع بين ليلة وضحاها، وبرروا انخفاض سعر البيض والفروج المفاجئ منذ مدة قصيرة بعدم الإقبال على الشراء نتيجة لضعف القوة الشرائية وعدم تناسب الأسعار مع المرتب الشهري بالنسبة للموظفين، أو الدخل الشهري على نحو عام بالنسبة لغيرالموظفين.
وبغض النظر عن القيمة الغذائية للبيض والفروج وحاجتهما الضرورية ليكونا ضمن وجبات المواطن، فإن ارتفاع أسعارهما وعدم استقرارها ليس له ما يبرره، ولاسيما أن محافظة كحمص غنية بمزارع تربية الفروج، وفيها منشأة دواجن تتبع للقطاع العام وإنتاجها وفير بحسب الإحصاءات المعلنة، ومع ذلك لم يلحظ المواطن انعكاس ذلك على الأسعار، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، لم تعمل أي جهة معنية للبحث في ظروف تربية الفروج وإنتاج بيض المائدة للعمل على تذليل الصعوبات الموجودة ما ينعكس إيجاباً لناحية تخفيض الأسعار ليتمكن المواطن من شراء هاتين المادتين الأساسيتين.
سنتوقف عن العمل
طرح عدد من أصحاب المزارع( المداجن) في ريف المحافظة خلال تواصلنا معهم الصعوبات المرافقة لتربية الفروج من مرحلة الصيصان، وحتى يصبح صالحاً للاستهلاك، وطرحه في السوق، وأضافوا أنهم سيتوقفون عن تربية الفروج في حال لم يتم إيجاد حل لتلك الصعوبات، فهم يخسرون أموالاً طائلة بهدف تحسين مستوى دخلهم من خلال تحقيق ربح مادي يعوضهم خسارتهم لكن من دون جدوى.
ومن أهم الصعوبات التي ذكروها: غلاء أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ وغير مسبوق، وغلاء أسعار الصيصان أيضاً، وارتفاع أسعار الأدوية البيطرية اللازمة في مرحلة التربية واللقاحات ومستلزمات الإنتاج من مادة النشارة وغيرها، وغلاء المحروقات (المازوت) وعدم توافره، والكميات المخصصة منه لا تفي بالحاجة، فالصيصان تحتاج مدافئ في فصل الشتاء حتى لا تنفق بسبب البرد، وفي فصل الصيف تحتاج مراوح كي لا يؤثر الطقس الحار عليها، وفي ظل التقنين الجائر للتيار الكهربائي فإن شراء المازوت أو البنزين لتشغيل المولدات يشكل أعباءً مادية كبيرة لم يعودوا قادرين على تحملها. وأكد قسم منهم أن الكثير من المربين توقفوا منذ أعوام عن التربية بسبب الخسائر التي تكبدوها.
العرض والطلب
ويرى مدير مديرية زراعة حمص المهندس عبد الهادي درويش أن من أهم أسباب عدم استقرار سعر الفروج هو خضوعه كأي مادة أخرى مطروحة في السوق لمبدأ العرض والطلب، فعندما يزداد الطلب عليه وتكون الكميات في السوق قليلة يزداد السعر، وفي الحالة المعاكسة عندما يقل الطلب وتكون الأعداد المطروحة في السوق كبيرة فإن سعره ينخفض…!!
وأضاف درويش: تعمل مديرية الزراعة على تذليل الصعوبات من خلال دعم مربي الفروج بمادة المازوت، وهذا ما كان له أثر في المساهمة بتخفيض الأسعار، والعمل على تأمين دورات علفية وبأسعار مناسبة، وكذلك تأمين كمية من الصيصان وبأسعار مناسبة من خلال تفعيل المؤسسة العامة للدواجن لتطرح أعدادا كافية وبأسعار مناسبة.
وختم درويش حديثه قائلاً: يوجد في المحافظة 1287 مدجنة، المستثمر منها 426 مدجنة فقط، ويوجد 1037 مدجنة غير مرخصة، المستثمر منها 368 مدجنة فقط.
والبيض أيضاً
وفي اتصال هاتفي أجريناه مع مدير منشأة الدواجن في حمص الدكتور حسام عبد اللطيف قال: إن سبب تقلبات أسعار سعر البيض وعدم استقرارها خضوعها لمبدأ العرض والطلب، والمادة متوافرة بشكل جيد في الأسواق، وعند زيادة الطلب ترتفع الأسعار، وتعود إلى الانخفاض عند تراجع الطلب بشكل روتيني..!!
وعن الوضع العام من حيث الإنتاج والمبيعات في المنشأة قال: “بلغت مبيعات المنشأة خلال العام الماضي 36 ملياراً و16 مليون ليرة، كما تم تنفيذ الخطة الاستثمارية كاملة أي بنسبة 100%. ويوجد مذبح خاص بالمنشأة في المنطقة الصناعية، تم طرحه للاستثمار وتم تأجيره للقطاع الخاص لمدة سنة قابلة للتجديد على أن يتم ذبح منتج المنشأة من الفروج مجاناً ووقت الحاجة ، ونسعى في المنشأة إلى تحقيق الخطة الإنتاجية هذا العام وتتضمن إنتاج ثلاثة ملايين و900 ألف بيضة تفريخ أمات بياض وكمية مليون و500 ألف صوص بياض. وإنتاج مئتي طن من الفروج لحم حي، وإنتاج 24 مليوناً و800 ألف بيضة مائدة، وفي الربع الأول من العام الحالي تم إنتاج 128 ألف صوص بياض، وأكثر من سبعة ملايين بيضة مائدة، وكانت مبيعات المنشأة في الربع الأول من العام الحالي 15 ملياراً و290 مليون ليرة بربح صاف تجاوز المليارين، مضيفاً: سيتم توريد فوج أمات البياض الجديد خلال الشهر القادم وسيتم البدء بعملية التربية بقسم الفروج في المختارية خلال الشهر القادم أيضاً.
أخيراً..
ثمة حلقة مفقودة بخصوص تقلبات أسعار البيض بين كلام مدير الزراعة ومدير منشأة الدواجن، وعلى الأغلب فإن تفسيرات المواطنين وبائعي محال الفروج هي الأقرب للواقع لأن ظروف التربية لم تتغير كما لاحظنا، وإنما عدم إقبال المواطنين على الشراء هو الذي يتراجع في ظل الظروف الحالية.