الثورة – آنا عزيز الخضر:
الفن السينمائي، فن خالد له خصوصية، أولها التوثيق وحفظ ذاكرة حية لاتموت، وعندما يكون توثيقياً، فإن مهمته تكون أكثر دقة، ويلعب هنا الفن دوره الأكيد في خدمة معركة الوطن المقدسة، وقد ظهرت إلى النور أفلام وثائقية عديدة، كان لها رسائلها في الدفاع عما جرى في سورية، وتصحيح تزييف كوني، ارتكب بحقها، فكانت الوثيقة والصورة خير دليل على كشف الحقائق.. منها فيلم
“الصليب المكسور” إخراج يزن نجدة أنزور.
تناول الفيلم التهجير القسري للمسيحيين من قرى وبلدات عديدة من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، وجرائمها بحق الأبرياء و المدنيين، وتدميرها للمباني والمقدسات وسط صمت عالمي وتواطؤ غربي.
قال مخرج الفيلم حوله: الفيلم يروي حقائق المأساة السورية، ومنها محاولة اقتلاع الإنسان من أرضه وذاكرته، وقد أضاء على جريمة تهجير المسيحيين من بلداتهم في محافظة إدلب على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة، حيث استهدفتهم، بعد أن كانوا يعيشون بسلام وحب مع مكونات المجتمع السوري.
الفيلم يشكل محاولة لاستعادة الحقائق، كما حصلت، وليس كما روج لها، وذلك بهدف كشف الحقيقه للرأي العام العالمي، وتسليط الضوء على أحداث، حاولت تدمير بلد بأكمله، وسببت مأساة لشعب بأسره، وأذاقته مرارة ومعاناة وتهجير وففر وغيره..
كنت مخرجاً فنياً للعمل، وهو مهم بكونه يسلط الضوء على معاناة حقيقية تعرض لها النسيج السوري، فما جرى من تهجير مقصود من الجماعات المسلحة لأهلنا تحت تعتيم إعلامي غربي، هو مخطط و ليس عبثياً، وهو جزء من خطة كبرى للاستيلاء على المنطقة، وسرقة خيراتها، وتغيير ديموغرافي لأهلها الأصليين.
لم نستطع تصوير العمل لصعوبة التواجد بتلك المناطق، وعانينا من إيجاد مادة وثائقية فبحثنا كثيراً، وبالتأكيد الفيلم صعب على المشاهد، ولكن للأسف الواقع كان أكثر صعوبة، أظن أننا استطعنا تسليط الضوء على الموضوع وإبراز أهميته.
الفيلم من إنتاج مؤسسة أنزور للإنتاج الفني والنص ل محمود عبد الكريم والفكرة الوثائقية للدكتور كمال الجفا.