الملحق الثقافي-د.ح:
بعد هزيمة حزيران ران الحزن على قلوب المبدعين من شعراء وروائيين وفنانين، وربما كان نزار قباني الأكثر جرأة في التعبير عن ذلك، وغدا الأدب يلبس لون السواد، ولكنه بعد ست من السنين عاد إلى بارقة الأمل مع إشراقة النصر.
في حرب تشرين التحريرية التي كانت نقطة العودة إلى العمل والفعل الثوري، وعلى رأي نزار قباني أيضاً هزم التنين بعد سبع عجاف وتعافى ووجداننا المطعون.
ما نريد أن نقوله إن العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين المنصرم شهدت فورة الإبداع اللامنتمي إذا صحت تسميته إبداعاً شعراء وروائيين وغيرهم بلا انتماء بلا قضية تهويمات في كل شيء.
انغمس الكثيرون في حبائل الدعاية الغربية (الفن للفن) وهاموا بكل المذاهب الأدبية الغربية التي لم تعمر حتى هناك أكثر من ربع عقد من الزمن.
نحن الآن بأمس الحاجة إلى بوصلة جديدة في الإبداع فهو الحياة بكل ما فيها من حلو ومر من آلام وآمال يأس وحزن فرح وسرور الانغماس في المجتمع وقراءة قضاياه معالجتها بالرؤية الإبداعية البعيدة عن كل قولبة أو إيديولوجيا.. التزام بالحياة وليس إلزاماً.. وطننا العربي من الماء إلى الماء كل ما فيه يمكن أن يلهم ملايين المبدعين وليس مبدعاً واحداً.. لنكن أبناء إبداع الحياة.
العدد 1192 – 4 -6-2024