الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
كأنها ليلة من السحر
مع أنها مجرد حديث عابر
وسير على الأقدام
يرافقنا إحساس شهي بالحياة
بعد أن أنهينا وجبة عشاء
في أحد المطاعم الدمشقية
التي تقدم وجباتها على ضوء خافت
وصوت الموسيقا يجعلك ترتفع
فوق الغيوم
لم تكن الدروب التي نمشيها
تذوب رقة وحنانا
الطريقة التي يتحدث بها
الصوت الهادئ
الذكاء الهادر
وحين سارع لالتقاط دبوس
شعري الذي وقع على الرصيف
ضحكت دون سبب
كل ما حولي سعيد
حين وصلت إلى السيارة
المركونة قرب الباب العتيق
شعرت بالضجر
سأصل قريبًا إلى المنزل
أفكر فيه وحدي
أدور بين الجدران باحثة عن طيفه
حين وقع فنجان القهوة الصغير من يدي
استفقت من حلمي ولم أدر كم من السنوات مضت
على هذه الذكريات
انتبهت في المرآة وأنا ذاهبة لأعيد
تسخين قهوتي
أننا معًا في الصباح
هو في تلك الحديقة التي تلتف حول منزلنا
وأنا أعيد الذكريات
مضى دهر لم نعد نزور معًا أي مكان
غموض لا يطاق يفصل بيننا
وأنا أنتظر عودة تلك الذكريات
دون أن أقتنع أن لا شيء سيعود كما كان…!
وحدي أستدعي كل ما كان
دون أن أقتنع أنه ربما يعيش مع أخرى
نفس الأحداث…!
العدد 1192 – 4 -6-2024