أ. د. جورج جبور
أكتب ونحن في أيام تذكرنا بانتقال الرئيس حافظ الاسد الرئيس المؤسس، الى دار البقاء، سُعدت إذ وصلت إلى علمي دعوة لحضور ندوة عنه تُعقد في المركز الثقافي العربي بدمشق.
عادت إلى الذهن ملامح ما جرى عام 1979 وما بعده، ثم استعدت ما قلته لمسؤول جامعي كبير قبل أسابيع قليلة، وما بين 1979 و 2024 ثمة ذكريات عن محاضرات بين 2006 و 2010.
عدت أوائل عام 1979 إلى عملي مديراً لمكتب رئيس الحمهورية للدراسات العامة، بعد مدة إعارة إلى القاهرة ابتدأت مع بداية العام الدراسي1977- 1978، كان من المذكرات الأولى التي رفعتها إلى السيد الرئيس واحدة تقترح أن يكون ثمة تاريخ لعشر سنوات من التصحيح. أثارت المذكرة اهتمام السيد الرئيس فتوالت توجيهاته عن طريق مدير المكتب الخاص.
كان رأيي أن مؤرخ التصحيح الأفضل هو صاحب قلم عربي غير سوري، ثم قيل أنني مكلف ووزير الإعلام آنذاك باقتراح صاحب القلم
رغب الوزير أن أكلف بالأمر، أجبته أن رسالتي للدكتوراه عن سورية ما تزال ممنوعة من النشر، تطورت الأمور وابتعدت عن المشهد ثم ظهر كتاب باتريك سيل.. تلك أمور قديمة وثائقها ما تزال محفوظة لدي بتفاصيلها الدقيقة.
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع ، وبالتحديد يوم الأحد 19 أيار 2024 وفي رحاب مدرج التوسع في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق ،أقيم حفل تأبين لأخي ا. د. سعد الله، رحمه الله، تحدث في الحال من أمضى في الكلية سنوات طوالاً، هو ا. د. عبد الرؤوف الكسم رئيس مجلس الوزراء الأسبق. أفاض في حديث نافع عن ذكرباته في العمل التنفيذي الهام، وفي ختام الحفل وأثناء مصافحة توديع نائب رئيس جامعة دمشق سلمته رسالة شفهية إلى الصديق رئيس الجامعة،مؤدى الرسالة:
خدمة للشأن العام في سورية فليوجه رئيس الجامعة دعوة إلى كل من أسندت إليه مهمة رئاسة مجلس الوزراء ليحدث طلاب الجامعة عن خبرته.
بين فكرة من أواخر السبعينات وبين رسالة شفهية حملها إلى رئيس جامعة دمشق نائبه كانت لي صلاحية تنفيذ عما أعشقه ألا وهو تاريخنا الوطني المعاصر الذي نعيشه.
في أوائل حزيران 2006 تلقيت دعوة هاتفية من مديرة المركز الثقافي في السلمية، مدينة الادهاش الفكري تدعوني المديرة إلى إلقاء محاضرة عن ذكرياتي مع الرئيس المؤسس في القصر الجمهوري، كنت آنذاك عضواً في مجلس الشعب، مع ذلك فقد سألت: هل أعلمتِ فرع الحزب؟ قالت نعم، وافق الفرع وفي الأغلب سيحضر أمينه، لم يحضر أمين الفرع، حضر عضو قيادة الفرع. تحدثت، شعرت باستحسان الحاضرين.
لما أسمعنهم إلا واحداً منهم هو عضو قيادة الفرع اعترض قائلا:ً تحدثت عن نفسك أكثر مما تحدثت عن سيادة الرئيس، وافقته، ذكرته بأن محاضرتي ليست عن السيد الرئيس، هي عن ذكرياتي معه، لم يظهر عليه -آنذاك- الاقتناع، لعله اقتنع بعد ذلك بعد ست سنوات من الغياب دعيت إذن للتحدث عن ذكربات رجل عظيم في تاريخ سورية والمنطقة عملت معه لمدة تقترب من عقدين.
تكاثرت علي الدعوات بعد حديث السلمية وكان من ضمنها دعوتان من شعبة المعلمين في كل من جامعتي تشرين والبعث، كانت آخرها اواخر عام 2010 كما أذكر ولديَّ القدرة على ضبط التواريخ أن اقتضى الأمر.
أختم بإيضاح القصد من السردية السابقة المفصلة، سررت بالندوة عن الرئيس المؤسس التي وصلني علم بها.
أرجو ألا تكون وحدها في موسم الذكرى.
ثم أرجو أن يكون ثمة مزيد من الكتابة المقنعة عن الشأن العام السوري المعاصر، كان كما يلي إهداء أحد كتبي عن سورية: إلى مؤسسة للدراسات السورية المعاصرة تكون المرجع الأول عن شؤوننا.
* المسمى أوائل عام 1970 مستشارا لدى الأمانة العامة للرئاسة – رئيس الرابطة العربية للقانون الدولي والرئيس المؤسس للرابطة السورية للأمم المتحدة.