المأزق الأميركي الأوروبي في أوكرانيا بدأ يأخذ منحنى متصاعداً لجهة التخبط الواضحة معالمه والبحث المستميت لإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه أميركا التي تعاني أزمات داخلية وخارجية خاصة بعد هزيمة مشروعها الإرهابي العالمي والذي اهتزت أولى أعمدته عبر البوابة السورية.
ما حذرت منه سورية منذ بداية الحرب الإرهابية الكونية عليها من قبل أميركا و”إسرائيل” وأذرعهما الإرهابية عبر تنظيماتهما الإرهابية والانفصالية من أن الهدف الأميركي الصهيوني أبعد من سورية وأقرب إلى روسيا وسور الصين بات واضحاً للجميع اليوم.
صمود سورية الأسطوري خلخل أعمدة الإرهاب وكشف زيف الادعاءات الزائفة بعد أن راهنت سورية على إرادة شعبها وعلى الزمن واستطاعت كسب الرهان رغم الفاتورة الكبيرة التي دفعتها ثمناً للقضاء على بذرة الإرهاب التي أرادت منها أميركا والصهيونية العالمية أن تنمو لتشمل العالم أجمع وصولاً إلى تطبيق مبدئها العنصري بإبادة العنصر البشري والحفاظ على المليار الذهبي.
هي أميركا “الدولة” المشوهة أخلاقياً والعنصرية والتي اختارت أن تخوض الحروب بأدوات إرهابية خلقتها ورعتها ومولتها.
كونها غير قادرة على الخوض بصراعات طويلة الأمد.. فهي تعتمد على ضرب المنشآت المدنية وتدمير البنى التحتية عن بعد عبر صواريخها وقواعدها في المنطقة ومن ثم ممارسة الحصار الاقتصادي والسياسي وحتى الإعلامي.
سياسة “إسرائيل” الإرهابية تعتمد على نفس النظرية فهي أوهن من بيت العنكبوت ولا تستطيع الخوض في صراع طويل الأمد وهي تدرك ذلك جيداً.
طوفان الأقصى الذي زلزل “إسرائيل” والضغط الذي تمارسه المقاومة في لبنان وفلسطين أربك قادتها وجعلهم يبحثون عن مخرج.
محور المقاومة اكد في أكثر من مناسبة أن بإمكان “إسرائيل” شن الحرب ولكنها لا تستطيع إيقافها.
المأزق الأميركي في أوكرانيا ومأزق الكيان متشابهان وخاصة بعد إعلان دول عديدة في أوروبا عدم رغبتها في توسيع الصراع ولا الدخول فيه.. لا بل هناك من أبدى دعمه لروسيا علناً.
الشيء نفسه حصل مع الكيان الصهيوني من انفتاح معلن من قبل الدول العربية والأوروبية على دمشق وهذا كله شكل وسائل ضغط إضافية لرأس الإرهاب العالمي أميركا وربيبتها “إسرائيل”.
الولايات المتحدة المهزومة من الداخل والخارج ترفض إعلان الهزيمة وتلعب بالوقت الضائع عسى أن تجد من ينزلها عن الشجرة.. وكذلك هي “إسرائيل”.
السابق