“آنتي وور”: نتيجة للاحتجاجات المستمرة .. تغير الخطاب السياسي الأوروبي بشأن فلسطين

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بدأت أوروبا الغربية تلحق أخيراً بركب بقية العالم فيما يتعلق بأهمية الموقف الدولي القوي الداعم للشعب الفلسطيني ورفض ممارسات الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في فلسطين المحتلة.
ولكن لا يقل أهمية عن ذلك، الخطاب السياسي المتغير فيما يتعلق بكل من فلسطين و”إسرائيل” في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم.
وبعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة مباشرة تقريباً، فرضت بعض الدول الأوروبية قيوداً على الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين، حتى أن بعضها حظر رفع العلم الفلسطيني، الذي كان يُنظر إليه، من خلال بعض المنطق الملتوي، باعتباره رمزاً معادياً للسامية.
ومع مرور الوقت، تحول التضامن غير المسبوق مع “إسرائيل” في بداية الحرب إلى مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية صريحة على عاتق الحكومات الغربية المؤيدة لإسرائيل.
وهكذا بدأ تحول بطيء، أدى إلى تحول شبه كامل في مواقف بعض الحكومات، وتحول جزئي وإن كان واضحاً في الخطاب السياسي بين حكومات أخرى.
وكان من المستحيل الحفاظ على الحظر المبكر للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في مواجهة الملايين من المواطنين الأوروبيين الغاضبين الذين دعوا حكوماتهم إلى إنهاء دعمهم الأعمى لتل أبيب.
في الثلاثين من أيار، أدت مجرد استضافة قناة TF1 الفرنسية الخاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى احتجاجات كبيرة، وإن كانت عفوية، من جانب المواطنين الفرنسيين، الذين دعوا وسائل الإعلام الفرنسية إلى حرمان مجرمي الحرب المتهمين من فرصة مخاطبة الجمهور.
بعد فشلها في التصدي للسرد المؤيد لفلسطين، قررت الحكومة الفرنسية، في 31 أيار، سحب دعوة الشركات العسكرية الإسرائيلية من المشاركة في أحد أكبر المعارض العسكرية في العالم، “يوروساتوري”، المقرر عقده في الفترة من 17 إلى 21 حزيران الجاري.
وحتى دول مثل كندا وألمانيا، التي دعمت الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين حتى مراحل لاحقة من عمليات القتل الجماعي، بدأت في تغيير لغتها أيضاً.
ويحدث التغيير في اللغة أيضاً بين المثقفين والصحفيين المؤيدين لإسرائيل في وسائل الإعلام الرئيسية. وفي عمود يحظى بالقراءة على نطاق واسع، هاجم توماس فريدمان، كاتب صحيفة نيويورك تايمز، نتنياهو أواخر آذار الماضي، واتهمه بأنه “أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي، وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي”.
إن تفكيك عبارة فريدمان يتطلب كتابة عمود آخر، لأن مثل هذه اللغة تستمر في تغذية الوهم المستمر، على الأقل في ذهن فريدمان، بأن” إسرائيل” لا تمثل مواطنيها، بل تمثل الشعب اليهودي، في الماضي والحاضر.
أما عن اللغة في “إسرائيل”، فهي تندمج في خطابين رئيسيين ومتنافسين: أحدهما لا يرحم على نحو غير عقلاني، ويمثله الوزيران اليمينيان المتطرفان إيتامار بن غفير، وبتسلئيل سموتريش، وفي الواقع نتنياهو نفسه؛ وآخر، على الرغم من أنه متشدد ومناهض للفلسطينيين بنفس القدر، إلا أنه أكثر واقعية.
فبينما ترغب المجموعة الأولى في رؤية الفلسطينيين وهم يُذبحون بأعداد كبيرة أو يُبادون بقنبلة نووية، فإن المجموعة الأخرى تدرك أن الخيار العسكري، على الأقل في الوقت الحالي، لم يعد قابلاً للتطبيق.
وقال اللواء احتياط الإسرائيلي، إسحاق بريك، في مقابلة مع صحيفة معاريف الإسرائيلية في 30 أيار، إن ” إسرائيل” ليس لديها القدرة على الفوز في هذه الحرب ضد الفلسطينيين وبالتأكيد ليس ضد حزب الله”.
ومن الغريب أنه عندما اقترح وزير التراث الإسرائيلي أميهاي إلياهو “خيار” إسقاط قنبلة نووية على القطاع، كانت كلماته تفوح من اليأس، وليس الثقة.
قبل الحرب، كان الخطاب السياسي الإسرائيلي فيما يتعلق بغزة يدور حول مجموعة محددة من المصطلحات: “الردع”، المتمثل في الحرب العرضية أحادية الجانب، والتي يشار إليها غالباً باسم “جز العشب” و”الأمن”، من بين مصطلحات أخرى.
لقد تم جمع مليارات الدولارات على مر السنين من قبل المنتفعين من الحرب في “إسرائيل” والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، كل ذلك باسم إبقاء غزة محاصرة وخاضعة.
وفي حين أنه من الصحيح أن نتنياهو يخشى أن تكون نهاية الحرب بمثابة نهاية رهيبة لإرثه المفترض المنتصر باعتباره “حامي إسرائيل”، إلا أن القصة تحتوي على المزيد.
وإذا انتهت الحرب دون أن تستعيد “إسرائيل” ما يسمى بالردع والأمن، فسوف تضطر إلى التعامل مع حقيقة أنه لا يمكن إقصاء الشعب الفلسطيني، وعدم إمكانية التغاضي عن حقوقه. بالنسبة لإسرائيل، فإن مثل هذا الإدراك سيكون بمثابة نهاية لمشروعها الاستعماري الاستيطاني، الذي بدأ قبل ما يقرب من مائة عام.
إضافة إلى ذلك، فإن التصور واللغة المتعلقة بفلسطين “وإسرائيل” تتغير بين الناس العاديين في جميع أنحاء العالم.

وسرعان ما يتم استبدال الفهم الخاطئ لـ “الإرهابي” الفلسطيني بالتصوير الحقيقي لمجرم الحرب الإسرائيلي، وهو التصنيف الذي يتوافق الآن مع وجهات نظر أكبر المؤسسات القانونية الدولية في العالم.
وتقف “إسرائيل” الآن في عزلة شبه كاملة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة، وأيضاً إلى شجاعة وصمود الشعب الفلسطيني، والتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية.
المصدر – آنتي وور

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)