ليس حال الضفة الغربية بمنأى عما يحصل في قطاع غزة، فهي تحت نير الاحتلال، وفي بعض مناطقها كجنين ونور شمس يحصل محاكاة للتدمير يضاهي ما يحدث في القطاع المغتصب بنيران أركان حرب الصهاينة.
شمال الضفة الغربية، بات “غزة الصغرى”، فالمناطق هناك تعاني تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً، ارتفعت وتيرتُه مع اندلاع الحرب على الحياة في غزة، وكثّفت خلاله آلة “إسرائيل” العدوانية من هجماتها، مخلفة دماراً كبيراً في أحيائها وأزقتها.
البيوت في “غزة الصغرى” أصبحت أثراً بعد عين. حفرت الجرافات الإسرائيلية الأخاديد في قلب المخيمات وحولتها إلى بقع ترابية واسعة تكسوها أكوام من الركام وجدران البيوت المهدمة، وهجَّرت سكانها، في استدعاء ومحاكاة كاملة لسياسة التدمير الواسع في غزة.
“نور شمس” بالتحديد أصبحت “غزة هاشم”، لبست نفس الثوب، وهي تنوح على أبنائها، نفس الوجع ونفس الفقدان، ونفس المأساة ونفس التدمير، لكن عين الشمس وروح غزة متعلقتان بسراج المقاومة، وهي تنير عتمة الخراب، وتكسر حديد الاحتلال في تلك الشوارع المدمرة، وتصطاد جنوده بكمائن الموت، والاشتباك من مسافة صفر ما يزيد صراخ غراب الحرب على بعضهم البعض، كما فعل بيني غانتس مؤخراً.
تصدع الكيان من الداخل بدأ، ودماء أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة والضفة لن تذهب سدى، وهي من ستعاقب الاحتلال قبل المحكمة الدولية على حربه السوداء والقذرة على أركان الحياة في فلسطين، ودومينو الانهيارات والاستقالات قادم بقوة على أركان الكيان، وهيبة المؤسسة العسكرية والسياسية الصهيونية صعقتها رعود المقاومة، وفتتت قبابها الحديدية، وعرتها أمام العالم أجمع.
منهل إبراهيم